Friday 8 March 2013


الوان من الحب.. وللحب الوان



كتبهانجاة محمود ، في 3 أبريل 2007 الساعة: 22:24 م

الى ملاذ ابنتى والى ذلك الصديق
حب وعرفان

العم جوى
ايييييييييييييييييييييها.. أنظر إلي تلك الفتاة الجميلة
نظرت إلي مصدر الصوت.. رأيت مجموعة من الرجال العجائز السود يجلسون على كنبة قرب
باب بيتنا.. ولرعبى ودهشتى وجدت أحدهم ينظر إلي ويشير بأصابعه السبابة
تجاهى تلفت لانظر إلي هذه الجميلة لم أجد أحد خلفى.. نظرت إليهم بين مصدقة
ومكذبة فال لى الرجل الذى يشير إلي جهتى: نعم أنت ياجميلة.. ونظرت إليه مشدوهة لقد أتيت من ثقافة مغايرة.. لا يمارس فيها هذا الغزل المكشوف.. وضحك أحد الجالسين وقال لى : لا تهتمى يا فتاتى بما يقوله جوى العجوز فهو مثل الكلب العجوز
ينبح ولكن لا يعض.. وتعالت الضحكات التى لم أشاركهم فيها.. أدرت وجهى ومشيت
… وأنا أفكر هل هذا يحدث لى أنا.. كنا قد أتينا من بلادنا البعيدة.. ننشد الحياة الكريمة
وقادتنا الأقدار إلي هذا ألحي فى شرق مدينة فلادلفيا.. الفقر معلن هناك.. البيوت آيلة إلي السقوط.. الضجيج يعلو فى المكان..ترى الفقر والقهر فى كل شئ.. ارض الأحلام أمريكا..لقد باع زوجى كل ما نملك لنحضر إلي هنا ونبدأ حياتنا..
وعند رجوعى طاردنى ذات الرجل بنفس عبارات الإعجاب.. وصارت هذه عادته
عندما اخرج من بيتى فى الصباح نفس الصرخة يييييييييييييها وبذات العبارة..
وعندما أعود يستقبلنى بذات الصرخة ويلتفت كل من فى الشارع ويضحكون
أو يؤمن البعض على قوله.. يوما عدت وجدته جالسا وحده فتقدم فى الشارع ومد يده
لى قائلا: أننا لم نتعرف بصورة رسمية.. اسمى جوى وأنت يا جميلة؟ قلت له :: اسمى فاطمة.. وجلس واشار لى أن اجلس فجلست. أخبرته أن ما يفعله يوميا يضايقنى
وأنني أتيت من ثقافة مغايرة..ترى مثل هذا السلوك سلوك سئ ويحط بقائله
ضحك جوى وهو يشرب من زجاجة تلازمه وقال : لى يا جميلتى
أنا فقط أثنى عليك فى ثقافتنا يجب عندما ترى شيئا جميلا تؤمن عليه
..ومن ذلك اليوم كف جوى عن معاكستى وصرت اجلس قربه فى الشمس يحكى لى عن حياته.. وعن انه شارك فى الحرب الكورية .. سألنى يوما تخيلى كم عمرى؟
نظرت إليه: وجدت وجها مستديرا به كثير من التجاعيد .. فقلت له: فى الستينات
فقال لى: لا أبدا أنا فى الثمانينات من عمرى. فنظرت إليه مندهشة فقال لى : ألا تريدين أن تسأليننى عن سر قوتى وشبابى؟!.. قلت له: أها ما هو سرك؟!
ضحك ضحكته الملجلجة وامتص السائل الذى فى الزجاجة وقال لى: إذا أخبرتك على أن أقتلك.. وقهقه ضاحكا وأردف قائلا بصورة خطابية
الخمر الجيد واللحم الملئ بالدهون و النساء الجيدات.. هذا ما حافظ على شبابى
كل هؤلاء الخبراء ذوى الكروش الضامرة الذين يأتون فى التلفاز ويتحدثون عن
كيف تحافظ على شبابك.. هؤلاء كلهم فى قبورهم وجوى مازال يعيش
قويا..يشرب الخمر الجيد ويدخن السيكار.. وضحك مرة أخرى ضحكته المجلجلة
صار جوى صديقى الوحيد فى تلك المدينة..لان زوجى كان متغيبا طوال اليوم فى العمل..
وعندما ظهرت اعراض الحمل على.. كان جوى يساعدنى فى حمل الأغراض ويتوقف عند الباب.. ولا أنسى عندما أتت سيارة الإسعاف لأخذى لأضع طفلي كيف أن جوى هرع أمامي
ووقف وهو يودعني متمنيا لى حظا سعيدا وأكاد لا أكذب إذا قلت أنى رأيت دموع فى عيني جوى.. وهو يقول لى:: تعالى بالسلامة يا جميلتى..
وعندما عدت إلي البيت احمل ابنتي هرع جوى ألينا عندما توقفت عربة الأجرة
وعندما نزلت مسح يده فى سترته وصافحنى وصافح زوجى ونظر إلي ابنتى
فرحا مسرورا وقال: طفل جميل و بصحة جيدة شكرا للرب.
وبعدها بعدة أيام رن جرس الباب فتح زوجى الباب رأيت جوى يلبس
ملابس الأحد ويحمل قبعته فى يده وفى اليد الأخرى باقة ورد وفى ساعده هدية
أتى زوجى طلب منه الدخول.. نظر جوى بحياء إلي الأرض ورفض.. أعطى زوجى الهدايا ومضى فى سبيله.. بعد فترة صرت اخرج واجلس معه وطفلتى فى عربتها نائمة وكان. يثير ضجة عالية حول طفلتى يتحدث لها بصوت محبب مبشرا إنها يوما ستكون كسارة قلوب لجمالها وبحياء يقول إنها تشبهك كثيرا.. ومرة قال لى ان لها نجوم كأعين
أتى الشتاء وصار الطريق مليئا بالجليد..ولم اعد اخرج ولم أرى جوى لفترة طويلة
أتى الصيف وجوى لم يظهر سألت أحد أصدقائه قال لى : جوى ذهب إلي صانعه
وبكيت ذلك اليوم وكأني لم أبكى من قبل .. أحسست بالضياع
صديقى الوحيد قد مات.. وتحريت وتقصيت إلي أن عرفت قبره وحملت باقة ورود
وذهبت الى المقبرة.. وجدت قبره … جلست قرب الشاهد .. مكتوب عليه عاش سعيدا ومات سعيدا
جونثان ب بترسون
مايو 1902 ديسمبر 1987
ووضعت الورود قرب الشاهد ..
جلست قليلا وبكيت
وقلت له وداعا العم جوى
ومضيت فى طريقى وبقى جوى فى ذاكرتى دائما شيئا جميلا وسط ذكريات تعيسة
وحقا هناك أطياف من الحب والالوان
فيلادلفيا شتاء 1987
الى اخوانى مونج ودينق و شول واختى ماجاورى الينانا وذلك الصديق
محبة خالدة وعرفان
لينو
هناك عند حافة الغياب ما بين الغياب والحضور فى حد الذاكرة يقبع ذلك الفتى الجميل لينو
قدم الى منزلنا مع والدى يوما يحمل حقيبة صغيرة .. وابتسامة واسعة وقلبا كبيرا
اجلسه ابى فى الصالون
فتجمعنا حوله انا واخوتى
وكان ينظر ألينا بود وانا وأخوتي
ننظر إليه بكل دهشة . تكلم معنا بلغة عربية مكسرة أضحكتنا أنا و أخي الأصغر
حاولنا أن نخبئ ضحكاتنا بوضعنا أيدينا على فمينا… واخفاء وجهينا فى ثوب امى.
وكان يتحدث باللغة الإنجليزية الى والدى
وكان يخاطبه يابا. جلبت أمي الغداء لهذا القادم الغريب الذي حل بيننا وأحببناه
لدماثة خلقه وغرابته.. فيما بعد شكل لنا لينو نقطة وعينا بالجنوبى هذا الآخر المجهول ..و بقى هذا الحب ملازما لي لاهل الجنوب.. ارتبط لينو فى ذاكرتى بحلوى الكراملة التى تكون فى شكل الجواهر إذ كان يحضرها لى ولأخي كلما زارنا وكنا ننتظر زيارته لنا بفارغ الصبر
وعلى ما اذكر كان يحضر فى نهاية الأسبوع كان يقص علينا القصص عن قريته فى الجنوب وعن الحيوانات يشكل ويلون لنا خيالنا وكان يشدنى إليه تلك النبرة التى يعكسها صوته وتشى بالحب لأهله وأرضه وحنينه لعائلته كان يخبرنا عن الصيد و عن الرعي.. ويعلمنا الرقص.. كنا نسأله عن العلامات التى فى وجهه كان يخبرنا إنها علامة القبيلة كان يقول هذه النقاط مثل الخطوط التى على خد "يمه" (يعنى أمنا التى كانت مشلخة مطارق)وكنا لا نكف عن الأسئلة وهو يوضح لنا ويشرح لنا بكل رحابة صدر وصبر . وصار لينو شغلنا الشاغل كان موهوبا فى صنع وتشكيل الحيوانات من الطين فكان يصنع لنا الحيوانات فى مهارة فائقة..وكان يرسمها على الورق بذات المهارة . أمضى عامين ثم اختفى لينو من حياتنا كما أتى وحزنا حزنا عميقا على رجوعه الى الجنوب.. تراكضنا انا وأخى خلفه و نحن نناديه ونبكى ونتوسل له و نعده اننا سنكون اطفال جيدين ولن نغضبه ابدا اذا بقى, حتى وصل الى الشارع الرئيسى ليأخذ الحافلة وقفنا قربه, اخى يمسك يد وانا امسك باليد الاخرى نتوسل اليه الا يذهب .. اتت الحافلة انحنى بقامته الطويلة على الارض واحتضننا انا واخى فى حب عميق.. ومسح دموعنا التى كانت تسيل مدرارا.. ودلف الى الحافلة جلس قرب الشباك
ونظر الينا بعيون مليئة بالدموع ولوح لنا, وقفنا انا واخى نبكى الى ان توارت الحافلة التي حملت لينو
الى الابد. وقفلنا راجعين بقلوب مثقلة بألم الفرقة و ثقل أن تحب اناس يرحلون عنك الى الابد.
كنا عندما نسأل أبي عنه وعن أهله كان يقول لنا انه ابن سلاطين,أهله طيبون و مؤخرا عندما كبرنا عرفنا الدور العظيم الذي لعبه والد لينو لينقذ حياة أبي و زملائه من مجزرة التمرد الاولى
وكذلك علمنا أن لينو قد حضر ليدرس فى معهد السنتين ليصير معلما . وذهب لينو وترك لنا هذا الحب العميق للجنوب وأهله.
بعدها سافرنا الى لبنان وهناك أحسست بوطء أن تكون اسود اللون فى بلد عربى
و أحسست بعطف على من يحمل عبء لونه اينما حل لا تنظر الناس الا الى جلده
ولا تتجاوز هذا الجلد لتنظر الى هذه الدواخل الجميلة المشرقة بالحب والجمال
قام بتحريرها احد الاصدقاء له الشكر كله
الى أخوتى عادل وحسين وهشام ملاسى
رفاق الدرب الاخضر.. لكل خطوة مشيناها معا
ولكل المشاكسات القديمة
حب وعرفان
ولكل من شجعنى فى كتابة الوان الحب
من رفاق البورد
اقدم لكم جميعا
هذه السيدة العظيمة لها الرحمة والغفران
الحرم
عندما ذهب ابى الى لبنان للدراسة مبتعثا رحلنا نحن الى منزل جدى فى الداخلة فى عطبرة
فى منزل جدى كان لدينا ثلاثة جدات.. جدتى لأبى و وأخواتها… كان بيت جدى
مزدحما دائما وهناك ضجيج دائم ومعاكسات.. ولكن احسب ان تلك الفترة هى اجمل
الفترات فى حياتى كلها.. فى طرف الحى قرب سوق الداخلة تسكن جدتى الحرم
كنا انا واخى نقضى غالبية وقتنا معها.. فهى امرأة بارعة الجمال على صغرنا كنا نعرف أنها
فى غاية الجمال وكنا نكثر من النظر الى وجهها المليح.. و كانت كذلك الجدة الوحيدة التى لا تغضب منا وتجيد حكى الاحاجى و الغلوطيات ولقد شكلت لى انا واخى عوالمنا وخيالنا بقصصها التى لا تنتهى.و لا نملها… كانت تحكى وعندما تفرغ من قصتها اذا كانت جميلة وأعجبتنا نطالب بأعادتها والويل لها من أخى ذى الذاكرة القوية اذا غيرت حدث او حذفت جزء فيقاطعها بلجاجة تثير غضبى كثييرا قائلا: جدتى انك فى المرة الاولى قلتى كذا وكذا والان لم تذكرى ذلك وينفلت سير التسلسل ونفقد الامتاع …. وأثور عليه لاسكاته وتغضب هى اذ كيف للبنت ان ترفع صوتها على الولد..
فهى كانت تكرس لعظمة الذكر مثلها مثل جيلها فكنت اضيع الوقت فى محاولة ان اثبت لها
انه لا فرق بينى وبين اخى اذا لم اكن خيرا منه.. فكانت تغالطنى وتحاججنى فى هذا الامر
الى ان فكرت ذات صباح ان اغير اسمى الى حسن حتى اكون مقدرة.. وبالفعل ادخلت الاسرة كلها فى تعاسة عندما صرت لا استجيب الى اسمى الاصلى ابدا فكل من يريد منى شيئا عليه بمناداتى بحسن..وبعناد شديد اصررت على الاسم الجديد.. حتى الحرم صارت تنادينى به اذا رغبت فى ان اقضى لها امرا..كما قلت فهى لا تحب ان تغضبنا.. وكانت امى الملتاعة تطلب منها عدم الاستجابة الى هذه الرغبات الغريبة وتتهمها بأننا صرنا مدللين..وخارجين عن سلطتها
كانت جدتى الحرم تحب سعاية الحيوانات المنزلية فلها كثير من الدجاج و الاغنام كنا نقضى وقتنا فى اللعب مع السخلان ومساعدتها فى العناية بهذه الحيوانات .. واذا انتصف النهار ذهبنا الى شجرة الليمون واعملنا العيدان فى طينها بحثا عن الصارقيل استعدادا لرحلة صيد اسماك موعودة من عمى لم تقم ابدا ولم تخرج من دائرة الوعود.
جدتى الحرم لم تنجب اطفال ابدا فى حياتها.. ولكنها كانت ذات قلب كبير مترع بالحب لنا رغم ضجتنا وجلبتنا.. ولانى كنت ابقى فى المستشفى دائما فكانت هى التى تتعهدنى بالرعاية فى المستشفى… لان امى تعنى باخوتى الصغار ولا تستطيع ان تبقى معى فى المستشفى
اذكر فى مرة انني كنت مريضة جدا قبل العيد وقضينا ذلك العيد فى االمستشفى
ايقظتنى جدتى الحرم والبستنى فستان العيد ولم تكن تعرف جدل الشعر على الطريقة الحديثة
فمشطت لى شعرى مما اثار ضحك وسخرية اخوتى على.. وبكيت بكاءا شديدا.. فجلست
طوا ل اليوم تفك جدائلى دون كلل او ملل فكانت هذه عادتها, تحاول إرضائنا بكل الطرق
على عكس من أمى التى كانت تأمرنا فننفذ ولا وقت لها لارضائنا ولذلك كنا شبه مقيمين معها
خاصة عندما نفعل شيئا فى البيت الكبير يوجب العقاب فتفرض علينا حماية لا يمكن اختراقها
مرت الايام ونحنا نتقلب فى حبها ورعايتها … سافرنا لنلحق بابى .. سمعنا بخبر موت جدى ود العقيد زوجها.. وبيكينا انا واخى فقد كان عاملا فى السكة حديد وكان رجلا مرحا سهل الجانب رحمة الله عليه.. عندما عدنا وجدناها قد رحلت الى مورة وصرنا نذهب فى العطلات الصيفية, تبكى عندما نحضر وتبكى عندما نسافر … نقضي الليل معها وهى تحكى لنا الاحاجى الى ان ننام ..
بعدها كبرنا وصرنا لا نذهب الى مورة كثيرا فصارت تأتى من حين لاخر الى عطبرة لتقضى معنا بعض الوقت.. ثم تعود وكبرنا نحنا وشرقنا غربنا.. ولم اراها لسنوات طويلة .. ذهب اخى ليزورها راعه انها لم تتعرف عليه ولم تتذكره..فبكى اخى الرقيق حزنا عليها .. وبعدها ذهب عمى واحضرها الى الداخلة حيث ماتت بعدها بشهور قليلة رحمها الله رحمة واسعة .. لقد كانت امرأة مستقلة لاتحب ان تعتمد على احد..
( قام احد الاخوة بتحرير هذه القطعة فله الشكر والتقدير)
الى محاسن وسعاد و وابتسام فسيفساء حياتى
الى
وليد طه و ابو الريش وصدى ومهيرة ودومة
ضيوفى الدائمين
وكل من شجعنى على كتابة هذه
الالوان من اصدقاء البورد
والى اول عريس لى
ايمن محمد طه عبدالعزيزالصغير ابن الرابعة
سبب موت رنجو
لكم جميعا
الحب والمعزة والتقدير

هل تؤمن بالحب من اول نظرة..
لاول مرة وقع بصرى انا وأخى على رنجو عندما كنا نتسكع فى شوارع معهد التربية شندى دون جدوى.. فراينا كلبة معها جروان يتبعانها ودون ان نشعر تبعناهم.. حتى دخلت تلك الكلبة عن طريق مجرى المطر فى بيت من بيوت احد العمال..دونما تردد طرقنا الباب اتى صاحب المنزل سالناه: يا عم هل يمكن ان تعطينا ذلك الجرو البنى.. تعرف الرجل على والدنا الذى كان معلما فى المعهد
وقال نعم ولكن نأتى بعد شهر لانه صغير الان.. لم نخبر احد فى البيت وكان سرنا الباتع… كل يوم فى العصر نذهب لزيارة الجرو الذى اسميناه رنجو..
ونعود عند الغروب فرحين سعداء.. انقضى الشهر وقررنا الا نستاذن
من ابى وامى فقط نضعهم امام الامر الواقع تيمنا بما يفعله اخينا الاكبر الذى لديه ست قطط دون ان يأخذ اذن من أحد.. فى اليوم الموعود خرجنا انا وأخى
فى العصر كالعادة.. بعد معركة حامية الوطيس مع اخى الحليف قررنا ان هذا الكلب هو كلبى انا.. وسكت اخى على مضض وساعدنى فى جلبه الى البيت
وقفنا خارج الباب .. نتسمع وببطئ هربناه الى الداخل ووضعناه فى القراش
جلبنا له ماء وطعام.. وعند وقت النوم بدأنا فى النوم اذا برنجو يبدا فى اخراج اصوات..لم نتحسب لذلك ابدا ابى سأل ما هذا سكتنا انا واخى.. ذهب ابى الى القراش وجد الجرو.. سال لمن هذا الجرو ؟سكت اخى وحمد الله انه لم يكن له
فبدأت انا فى البكاء.. فنظر الى ابى وقال: اذن هذا الجرو لك يمكن ان تحتفظى به ولكن لا اريده داخل البيت.. لكم احببت ابى ذلك اليوم ووعدته بذلك وصار لى كلب.. معترفا يه فى منزلنا وبدأت الغيرة تدب فى قلب اخى .. فقال لى انه فى الغد سيأتى بالجرو الآخر وقالت اختى الصغيرة انها ايضا تريد كلبا.. فكان على ان أقنعهم بالا يفعلا ذلك لان ابى الذى يؤمن بالعدل سيقول لا
.. وقد يطلب منى ارجاع الجرو
فقررت النزوع للاشتراكية ومشاعية الملكية وقلت لهم سيكون كلبنا
كلنا,و وتهللت اساريرهم فرحا.. فكانت العقبة الوحيدة حتى نطمئن ان يبقى هذا الكلب فى البيت هى اختى الكبرى التى كانت فى الداخلية وكانت متسلطة
جدا.. ودائما فى حالة معارك مع اخى الاكبر فى قططه وكم من مرة اقنعت الوالد
ان ترمى قطط اخى..يوم الخميس اتى وكان علينا عمل خطة.. فقالت اختى الصغيرة بصوتها الالثغ لماذا لا نقل لها اننا احضرناه لها.. عندما وقفت حافلة المدرسة تراكضنا لاستقبالها.. وبنفس واحد اخبرناها اننا جلبنا لها كلبا
فنظرت الينا بدهشة شديدة.. وعندما وصلت البيت اخذناها الى القراش
مباشرة فنظرت اليه وبأعجاب شديد قالت: حلاتو سميتوهو شنو؟!
وكانت هذه هى العبارة السحرية فرحنا فرحا شديد وجازيناها بعدم عمل اى مشكلة.. فى البيت او رمى اى اوساخ.. وسمعتها تقول لآمى: الكلب دا عمل فائدة عظيمة بجلوسهم الدائم فى القراش سيكون البيت مرتب ونظيف..
هكذا اسعد رنجو الجميع.. بدأنا فى تعليمه القفز فى طوق الهيلاهوب
وكثير ن الحركات كان يتبعنا الى المدرسة يوميا
رحلنا الى مدرسة شندى الثانوية.. مشينا كل المسافة من المعهد الى المدرسة نحمل شوال به القطط ويتبعنا رنجو.. بقينا فى المدرسة عاما آخرا ثم نقل والدى الى الدويم.. وبكينا بكاءا مرا فى وداع رنجو.. بقين اخواتى فى المدرسة فقالت اختى ان رنجو عندما يراهن فى المدرسة ياتى اليهن فرحا كل مرة يبكين لانن يتذكروننا به.. بعدها بعام نقل والدى الى مكتب التعلبم فى الدامر..
ذهبت اختى الى شندى اخذت اخى معها … ذهب اخى فى البحث عن رنجو فوجده وتعرف عليه رنجو.. فقرر اخى ان يحضره الى الدامر وذهب الى (عطشقى )القطار واقنعه بانه كلب طيب وهادئ وافق الرجل وضع رنجو فى عربة الفرملة
وفرح كل البيت حتى امى به فرحا شديدا.. بقى معنا حوالى السنة ثم أختفى
فى ظروف غامضة.. خرجنا انا واخوتى وبحثنا عنه فى كل المدينة خاصة اخى الاصغر الذى كان يرافقنى فى البحث عنه ويقترح الاماكن التى قد يكون فيها
ولم نراه مرة اخى وقيل ان بائع اللبن اخذه..
مرت السنوات قبل عامين وجدت ابن جيراننا من الدامر فى سودان نت وكنا نتبادل
الايميلات نتذكر فيها طفولتنا الى ان اتت سيرة رنجو
وعرفت منه سر اختفاء رنجو .. اذ ان اخيه الصغير اتى الى زيارتنا وهجم رنجو عليه واحسبه كان يريد اللعب معه لانه كان كلبا طيبا
فخاف الطفل.. وتم قتله بواسطة اخى الاكبر واخوه الاكبر وتم دفن الكلب بواسطة صاحب الايميلات ومعه ذات الاخ الذى كان يبحث معى فى كل المدينة ويقدم المقتراحات.. وبذلك تقسم دمه على كل هؤلاء..
شكرا رنجو على كل السعادة التى منحتنى اياها..
ولمن قتلك الرماد
الوان من الحب وللحب الوان


    الى اشرف و رافعى وكمال ونادية وسمانتا وبن
    حضرنا إلى هذه البلد البعيدة منذ حضورنا حصرنا علاقتنا مع الأجانب
    الذين يعملون في الجامعة.. في العام الثاني لحضورنا هنا .. تعرفت عليها
    سيدة من اصول صينية دخلت الإسلام وصارت ناشطة وسط المسلمين الجدد..صرنا نتقابل كثيرا ثم دعتنا إلى ببيتها حيث وجدنا والدها هناك
    رجل طيب وهادئ.. جلسنا نتحدث في أمور مختلفة.. فيما بعد عرفت إن والديها لا دينين.. كنت في غاية الدهشة إذ أنني لم التقى قط بمن لا دين له من قبل كنت دائما انظر اليه بدهشة كيف يعيش بدون دين..
    كان العم (لو) رجلا طيبا يعبد بناته وأحفاده يقضى وقته كله في خدمتهن
    يحضر الأطفال من المدارس ثم يرسلهم إلى نشاطات ما بعد المدرسة
    يقوم بتصليح كل الأشياء المكسورة في بيوت بناته.. فهو نموذج لجد
    مثالي.. بناته واحدة مسلمة واحدة مسيحية واحدة تدين بديانة لم اسمع بها…فهو يعرف كل الممنوعات في هذه الأديان ولا يرتكب أي غلطات
    يعرف إن رافعي وكمال يجب أن يصليا بمجرد أن يتوقف الآذان
    فيحثهم ويطاردهم لاداء الصلاة .. ويعرف أن نادية يجب ان لا تصافح أحد
    فعندما يلتقي بأي شخص يعرفه يخبره نادية لا تصافح.. ويعرف أن سمانتا يجب أن تذهب الأحد إلى الكنيسة فإذا ذهبت لقضاء نهاية الاسبوع معهم
    عليها أن تستعد في العاشرة ليأخذها إلى الكنيسة.. ويتجنب المطاعم الصينية إذا معه أي من الأحفاد المسلمين أو المسيحين..
    فهذا الرجل له قلب يسع هذه الدنيا .. فوجدنا أنفسنا مشمولين
    برعايته وحبه وصار اشرف أبني يتبعه مع كمال ورافعي إلى نادى الجولف للسباحة أو الذهاب إلى ماكدونالد أو اللف في الأسواق.. فتجد هذا الخليط.. هذا الرجل القصير ومعه رافعي وكمال المالاوين واشرف السودانى.. وعندما كانت نادية تتعلم قيادة السيارة كان يذهب معها
    وعندما بدأت الجامعة كان يتبعها إلى الجامعة ليطمئن إنها وصلت.. فناديا هي حفيدته الأولى فكان يتعهدها بالرعاية منذ صغرها .. فتفوقت ناديا
    وحصدت الجوائز الأكاديمية و الغير أكاديمية .. ألان صارت هي أول طالبة مالاوية في المستوى الجامعي تدخل هارفارد.. فكان فخورا بها
    يتحدث عنها بكل فخر مشيرا إليها
    (My Nadia)
    في راس السنة الصيني المنصرم قررنا أن نزوره في بيته وذهبنا هناك
    وجدناه فى انتظارنا أمام الباب رحب بنا كثيرا .. وكان كل ما يقدم لنا شئ
    يشير إلى علامة حلال و يؤكد انه اشتراه من متجر للمسلمين
    كان هاشا باشا سعيدا بزيارتنا..
    اتصلت بي ابنته و العبرة تخنقها وقالت لي:
    بابا مصاب بسرطان البنكرياس و الطبيب أعطاه فقط شهور..
    وأنا لا اعرف ماذا افعل.. هل اخبره أم لا هل اخبر أمي أم لا.
    انحبست الكلمات في حلقي لم استطع حتى مواساتها..
    قررت ابنته أن تخبره أخبرته أخبرت أمها التى لم تستقبل هذا الخبر بصورة جيدة.. زوجها لمدة خمسين عاما سيذهب.ز بكت الام وقالت إنها
    ستذهب أولا ومن يومها أصبحت تعد لجنازتها و وجهزت ثوبها
    أرسلته إلى المغسلة..والابنة المكلومة ضائعة بينهما..بالأمس اخذ العم (لو) أول جرعة من العلاج الكيماوي… ذهبت مع بناته إلى المستشفى
    رغم الحزن والموقف التراجيدي … سألني من أسرتي واظهر حفاوة وسعادته بوجودي.. وعندما خرجنا فتح لي باب السيارة وانحنى لي
    بكل احترام وتبجيل..

    اللهم اهده وخفف عنه مرضه وصبر ذويه





ألوان من الحب وللحب ألوان
صديقي اللدود
من الصداقة ما قتل
لا أتذكر اللقاء الأول مع إني عادة أتذكر تفاصيل دقيقة لكل أصدقائي و هم يندهشون كثيرا لذاكرتي القوية.. ولكن صديقي هذا فلا أذكر متى رايته لأول مرة .. ولكن صرنا أصدقاء لا نفترق كثيرا
ولم يمر يوما دون أن أراه لمدة أربع سنوات.. صديقي هذا كان سبب ألم دائم لي فكنت أخاطبه بصديقي اللدود..وقد نال هذا اللقب عن جدارة لان بقدر اللحظات التي ضحكت فيها هناك لحظات مماثلة
أبكاني فيها.. لا شئ يجمعنا فأنا حساسة وعصبية وذات كرامة متضخمة وهو متبلد الشعور
ولا يغضب أبدا مهما قيل له..المهم التقينا في مرحلة الطلب وكما يقولون الأشياء المتضادة تتجاذب
صرنا أصدقاء.. أو ربما في عقلي الباطني أردت أن أتقى شره ..
فكان يقضى جل وقته في تدبير المقالب و مخازية الآخرين.. وصديقي هذا ليس عنده كبير فضحاياه
يبدأون بالعميد إلى الفراشين والطلاب والجيران وست الشاي واصحاب الدكاكين وكلاب العمارات
أذكر يوما وصلت حافلة المعهد وتزامن وحضورها وجود صبى يبيع بعض الأشياء فاشترى منه صافرة
بلاستكية لتبدأ رحلة العذاب لكل الناس في المعهد ذلك اليوم جلس على الأرض تحت نافذة العميد
وكان الكهرباء قاطعة وبدأ في التصفير دون انقطاع تركت غالبية الناس تحسده على تلك الرئة القوية.. بدأ المسؤولين في المعاهد يتقاطرون عليه لرجائه بايقاف التصفير…. أتى العميد وقام
برجائه بكل لطف لأنه يعرفه جيدا وكان هو يجلس متجاهلا العميد تماما. والعميد يقول له
الله يهديك يا أبني نحنا في عرضك الخ الخ… وعندما عرف انه لا فائدة من هذا الرجاء أخذها
من قصيرها واغلق الشباك مفضلا السخونة على الصفارة .. ثم أتى المسجل الذي أراد أن يمارس
عليه سلطاته فلا حياة لمن تنادى وتهدد .. صديقه رئيس الاتحاد أيضا رجع خائبا فكان هو يزيد حدة التصفير مع حدة التهديد أو الرجاء.. وفجأة من الطابق الثالث انبعث صوت دكتور صغيرون
صارخا بصوته الجهوري:: يا …. صفارتك دى بتبيعها بكم؟
وانقطع الصفير وسمعنا : بجنيه.
نزل دكتور صغيرون السلم بسرعة أعطاه الجنيه واخذ الصفارة وكسرها ورماها في راس مبنى قريب
والجدير بالذكر هو كان اشتراها بشلن.. من هذه القصة تضح لكم شخصيته الغريبة..
المهم بمرور الزمن صرت أشاركه في بعض أعماله الشريرة مثل تننفيس السيارات وضرب أجراس الناس وكانت هذه هوايته المفضلة فإذا لم يجد ذر الجرس يقوم بشبك السلكين فيكون الرنين متصلا
في داخل البيت في أحيان كثيرة في مطاردة كلاب العمارات أو معاكسة الكلاب المربوطة في الداخل. فعليك أنت تحذره تمام إذا أبدى ودا او لطفا تجاهك فهذا يعنى أن هذا الهدوء
الذي يسبق العاصفة.. طبعا تتعلم هذه الأشياء بعد أن تدفع تمن هذا التعلم غاليا
اذكر مرة أتى لزيارتي في الداخلية ذات مغرب وهو كثيرا ما يزورني.. وفى الفترة ألتي ينتظرني فيها
يقوم بهوايته المفضلة إثارة حنق الخفير بوصفه بكلمات غير حميدة عن مهنته في داخلية البنات
وكون انه ينادى البنات للزوار.. وكم من مرة أخبرت من الخفير على أن امنعه من التحدث معهم عند حضوره لزيارتي فطبعا هذه من المستحيلات فهو أبدا لا يستجيب لأي رجاء من أي كائن كان.. وبعدها تعلم كل الخفراء أن يتحملونه كما نفعل نحن كأذى جسيم.. المهم في تلك الزيارة دعاني للعشاء.. اعتذرت له…فرد بكل لطف وطيبة سأحضر لك شطائر هنا. أحدقت النظر في وجهه لأرى مدى جدية ما يقوله وجدته ينظر إلى بكل لطف و طيبة وجدية فقلت له شكرا لك
فقال لي بكل أدب لا شكر على واجب أنا كم لدى في هذه الدنيا مثلك.. ولا أخفى عليكم لقد أسعدني كلامه هذا كثيرا وصدقته المؤمن صديق.. غاب زهاء الساعة ثم عاد يحمل شطائر من الفول
المصلح….ناولني لها وسريعا تحرك متمنيا لي أمسية سعيدة بكل أدب ولطف جعلني أحس انه قد بدأ يتغير بالنقد( والنبيشة )الكثيرة… دخلت إلى الداخلية وأنا أقول سبحان الله مغير الأحوال
ناولت صديقتي أحد الشطائر وجلسنا لنأكلها ومع أول قضمة صرخنا معا بأعلى صوتنا
وأكاد لا اكذب إذا قلت لكم ذلك اليوم قد شربنا سطلا من الماء حتى يطفئ النار المندلعة في
فمينا.. وفقدنا سوائل من جراء الدموع ألتي سالت.. لقد وضع اللعين قرون من الشطة المسمية
أم نويويرة في كل قضمة محتملة لا يمكن أن تتجنبها.. وبعده أصبت بنوبة ربو حادة
ولكن صديقي أتى في الصباح ليرى نتيجة عمله وفى عينية فرحة وحشية..
من يومها لا أثق في أي بادرة حنان أو ود منه..
يوم لا تكون هناك دراسة يذهب إلى جامعة القاهرة الفرع بحجة انه إذا بقى في المعهد كثيرا
ستصاب ذاكرته الجمالية بالعطب لغياب المؤثرات الجمالية في المعهد.. فكان يسمى هذه الزيارات
الحمامات الجمالية.. كنت اصحبه في هذه الزيارات فصدقوني كان يعرف كل طالبات القاهرة الفرع… فيوما أعجبته واحدة وعندما اخبرها سألته عن علاقتي معه فقال لها : لا أبدا لا توجد علاقة أبدا ..وفى يوم ذهبت مع صديقتي إلى الفنون الجميلة ووجدنا أنفسنا قرب المتحف فكان لدينا صديق
هناك قررنا أن نعرج عليه وبالفعل ذهبنا فدعانا لان نشرب عصير في الكافتيريا و ذهبنا معي فإذا
بصديقي وأختي وحبيبته يجلسون هناك.. عندما رآني بان الفزع في عينيه لأول مرة أراه مفزوعا وليس ضحيته.. اتجهنا لهم سلمنا عليهم فعند التعارف أخبرت الصديق :هذا … وهذه أختي وهذه
… فقبل أن اكمل التعارف وقفت البنت غاضبة وسألتني هل هذه أختك مشيرة إلى أختي قلتا لها نعم
فنظرت إلى صديقي وصرخت فيه :يا كذاب لا أريد أن أراك مرة أخرى.. انسحبت بسرعة
وران الصمت على المكان وكلنا نظرنا أليه نريد توضيحا لهذا السلوك الغريب.. فنظر إلى أرسل
نشيدا عاليا من الشتائم آلتي أسعدتني كثيرا لان اليوم انقلب السحر على الساحر
وكانت هذه المرة الأولى أراه غاضبا حانقا.. فكانت القصة انه اخذ أختي لتذهب معه لمقابلة هذه البنت وأدعى أن أختي أخته هو حتى تطمئن البنت إلى جديته وتثق فيه..
وكان ذلك يوما فكها قمنا بنشر هذه القصة على كل الاقارب والأحباب والجيران والخفراء والعميد
والأساتذة وسائق البص وست الشاي واصحاب الدكاكين من شارع 59 إلى شارع 15
كل الضحايا فقط استثنينا الكلاب لأنها لا تفهم..
في يوم من الأيام كنا نهم بركوب بص المعهد الذي يوقف دائما في مكان منحدر لعطب في بطاريته
في اللحظة ألتى تدحرج البص كان هو يقف في مسطبة شاهرا عودا كبيرا ضرب كل من يجلس قرب النافذة …وجهت له كثير من اللعنات والسباب وفرح هو بذلك كثيرا فكان يحب إغضاب الآخرين لدرجة الإفلاس.. كانت هذه آخر مرة أراه عازبا فيها .. لأنه عندما عدنا ثاني يوم عرفنا انه قد تزوج من زميلة لنا دون أن يخبر أسرته او أحد حتى انا..
كما قال أحدهم انه لم يكن أحد يظن أن لديه أهل.. فكان عدد كبير من عائلته يبحثون عنه..في اليوم التالي..
فهذا التصرف طبعا متوقع منه وغير مدهش أي شئ بالنسبة له لعبة كبيرة..
مرت السنوات وما زال يأتى لزيارة أسرتي.. ألان هو صديق لأختي ألتي تكبرني
بحجة أنني فقدت روحي المرحة وصرت لا اصلح له وأختي مقدور على عدم مرحها لأنها
جميلة وأنا ساحرة من ساحرات ما كبث.. عندما يتصل تلفونيا فى البيت يطلب اختى اولا اذا غير موجودة يطلبنى ولا يفوت ان يخبرنى أننى مجرد بدل فاقد لا غير ويحينى بسيل من الشتائم..
مازال صديقي هذا طفلا معجزة وهو في الأربعينات لا أستطيع ذكر اسمه لأنه أب لأطفال إذا عرفوا ما كان يفعله والدهم سوف لن يستطيع ممارسة السلطة الأبوية التأديبية عليهم
ظللك الغمام أينما كنت يا صديقي وشكرا على كل لحظة بهجة و مغفور لك أي دمعة ذرفتها
بسببك..
(هذه القصة غير حقيقية واذا تشابهت شخصية صديقى مع احد الشخصيات الحقيقة فهذا من قبيل توارد الخواطر ليس الا وهذا للمعلومية )
المؤلفة






الوان من الحب وللحب الوان
الحب الاول
(علينا البدء بفقدان الذاكرة, لكي ندرك أن هذه الذاكرة هى التى تشكل حياتنا)****
هناك في تلك الشوارع التى زرعناها غدوا ورواحا.. في ذلكم الزمن الجميل
تلك الأيام الرائعة.. عندما كنا نحاول أن ننقذ العالم..مشيت في تلك الشوارع عشرات
السنوات مرت بشرها وخيرها..سرت في الطريق ببطء استنطق الحوائط والأحجار و الأشجار
والرمال..أبحث عن آثار قد تكون هناك تشهد على مرورنا..كم كن متوثبين مفعمين بالعافية والحياة .. كنا عصبة من الشباب ندرس الفنون بعضنا يدرس المسرح والموسيقى والبعض الآخر يدرس الفن التشكيلي.. كنا لا نسير بل نتواثب باحزية( تسمى تموت تخليه)نلبس الجينز المتسخ ونصفف شعورنا بأفرو نصف قطره قدم بصعوبة تميز النوع
كلنا نرتدي قمصان مزركشة… توقفت أتنسم الهواء نظرت إلى الشارع الطويل إلي كان يوما يردد أصوات جلبتنا و ضجيجنا.. كلنا نتحدث من يسمع ؟لا أحد يعرف..
تفرست في جزع شجرة اللبخ الضخمة اقتربت منها تحسست جزعها.. بصعوبة ميزت
ذلك القلب الذي رسمه أحد الأصدقاء قاطعه بسهم زين ذيل السهم بحرفه ثم رأسه بحرف الفتاة التي كان متيما بها… بقى الأثر وتلاشت تلك العلاقة ربما مازالت قابعة في الذاكرة.. ولكن لم تتوج علاقتهما بالزواج.. ثم اقتربت من تلك العتبات التي يوما استخدمتها كمنصة لاعلن أنني من اليوم حرة لن اسلم قلبي لأي رجل كائن كان..اذكر كان في ذلك اليوم فى طريقنا الى السكن بعد حضورنا ندوة شعرية لنزار قباني.. قدمه أحد المتحذلقين انه شاعر المرأة.. وعندما فتح باب النقاش أخبرته يا سيدي انك حولت المرأة إلي نهد وشفة وبضعتها وسلعتها ولم تلامس أبدا مشاكل المرأة الحقيقية وقضاياها حتى تسمى بلسان حال المرأة…كان نقاشا حادا انتفت فيه الموضوعية و ارتفع فيها صوت العاطفة..
انتهت تلك الندوة ومشينا في الطريق ووجدت هذه المدرجات التي تفضي إلي بيت جميل
ومهيب فاعتليتها وخطبت خطبة عصماء معلنة أنني من اليوم سوف لن احب أحد ولن اسلم قلبي لاحد لان الحب هو مصيدة الرجال التي ينصبونها للمرأة ليتم إخضاعها ووضعها تحت سيطرتهم منتهزين طبيعتها العاطفية وتعلقها بهم.. بهذا أعلن انه منذ اليوم أنني سوف لن اسقط في تلك المصيدة الماكرة.. إلي أن يخرج الرجل من جلباب جده ويعاملني كأنسان ولا يسلعنى وينظر فقط لجسدي..وسط تهليل الصديقات و نباح الكلاب في ذلك القصر ووجوم الأصدقاء تابعت خطبتي معددة المصائب التي تنجم عن الاستسلام باسم الحب.. و انتهيت من خطبتي وقفزت في وسطهم.. وتابعنا السير وأنا أحس أن في قدمي أجنحة خفيفة و قلبي مفعم بالرضى و السكينة..بعد اتخاذ هذا القرار..
نمت كالطفل الغرير..وفى الصباح ذهبت لمقابلة الرجل الذي أحبه..وأخبرته أن ما بيننا قد
أنتهى.. ونظر إلي غير مصدق حاول أن يحيل الأمر إلي مزحة ولكنني كنت له بالمرصاد
رفضت تماما التحدث في هذا الأمر بتهكم أو سخرية..وتركته جالسا في مكانه .. ومشيت وأنا أحس أنني قد ملكت العالم..ولسان حالي يقول لن اترك أي رجل أن يسيطر على باسم العاطفة أو لن امنح لأي أحد القدرة لسلبي إنسانيتي.. وصرخت بأعلى صوتي
أنا حرة…
(هذه القصة محض خيال)
*هذه العبارة اعجبتنى ولا ادرى من قائلها****

No comments:

Post a Comment