Friday 8 March 2013



حب افلاطوني





هى وهو









أنا وهى
( للحبيبة دوما أعمق الحب و التبجيل)
كنت أهم بركوب حافلة المطار عندما ظهرت هذه المرأة وكانت تحمل عدد من الأغراض ومعها طفلة, فرجعت خطوة لأفسح لها الطريق حتى تدخل الحافلة أولا و عندما التفتت لتشكرني .. يا الهي .. لوهلة ألجمتني الدهشة وسرعان ما هتفت أميرة؟؟
!!!وصرخت هي عصام؟
ودون أن نشعر وجدتها في أحضاني ونحن نتبادل عبارات التحايا و الأشواق.
قلت: لم تتغيري قط !
وقالت: وكذلك أنت !
نظرت إلى طفلتها .. يااااااه !!!! تشبهها حد الاستغراب.
سألتها مشيرا إلى الطفلة: ولادة أو استنساخ؟!
ضحكت وقالت: حتى طبعك لم يتغير ظللت على مزاحك الدائم و جلسنا سويا فى طريقنا إلى الفندق قرب مطار" هثرو" سألتها من أين والى أين؟
قالت: ذاهبة إلى كندا و أتيت من السودان.
وكررت لي ذات السؤال قلت لها ذاهبا إلى الولايات المتحدة و أخبرتني أنها ستسافر غدا و أنا كنت مثلها.. و أدرت وجهي أنظر إليها لم تتغير كثيرا فقط صارت الآن يمكن تميز أنها امرأة بسهولة… قبل عشرة سنوات كنت حقل تجاربها في الحب والتفنن في التعذيب..
تعرفت عليها وهى طالبة في الجامعة و شدني إليها غرابة أطوارها … وكانت نفسها هي الأسباب التي تركتها بها فيما بعد أو بألاحرى تركتني هي … كانت ابنة وحيدة لأبويها و أدخلتها أمها المدرسة وهى في الرابعة و دخلت الجامعة وهى في السابع عشرة من عمرها عندما قابلتها كانت في السنة الثانية وكنت أنا في السنة النهائية.. التقينا مرة و منذ ذلك اليوم صرت أقابلها هنا وهناك و بعده صرت أتعمد أن ألتقيها و أذهب إلى الأماكن التي تتواجد فيها عمداً و أتظاهر أنني قابلتها بالصدفة إلى أن صرنا أصدقاء وصارت هي تزورني وأزورها.. وبعدها صرت لا أستطيع ألا أن أراها كنت قد أدمنت جنونها وفقدت السيطرة تماماً على نفسي.صارت هي سيدتي كانت تسمح لي أحيانا بأن أمسك يدها أو ألف ساعدي حول كتفيها … و مرة سمحت لي أن أقبلها… و كانت تحب القراءة لدرجة غريبة إلى أن وقع في يدها ذلك الكتاب المشئوم عن الحب الأفلاطوني.
قالت لي: إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو العقل وما يجمعه بالحيوان هو التكاثر و خرجت من هذا بأن الإنسان ليكون أنسانا كاملا يجب إن يترفع عن الجنس وأنها ترغب في إن تكون إنسان كامل ,ولذلك هي تؤمن بالحب الأفلاطوني وهو حب سامي ومطهر قالت لي مثل الحب العذري فاستمعت لها وهى تشرح نظرياتها لي في البداية كنت معجب باهتمامها بهذا الأمر و إلمامها به ولكن في داخلي كنت أرى أن الموضوع لا يخلو من طرافة و لأنها تغضب جدا من مزاحي و تخاصمني بالأيام مما يتعسني ويورثني الحزن ..و اضطر إلى الاعتذار..قررت ألا أسخر من هذا الموضوع ولا امزح به.. بصبر شديد سمعت كل ما قالته لي وكنت أري أن الأمر مازال تحت السيطرة ,و سرعان ما تنساه و نرجع كما كنا ,إلى أن ذهبت لزيارتها في داخلية الطالبات في عيد ميلادها العشرين لأنها تهتم بهذه التفاصيل وتعيب على إهمالي في هذه الأمور… المهم عندما وصلت إلى الداخلية خرجت مقابلتي ووجدت أميرة أخرى، أولا قصت شعرها بصورة غريبة و غير منتظمة و ثانيا تلبس ملابس لا لون لها نظرت إليها بدهشة ودون أن اشعر قلت لها: هل تشقلبت في مقص آو المقص سقط عليك.؟!
و ضحكت و ياليتني لم أضحك صرخت في وأخبرتني إنها تكرهني و أنني شخص سخيف ورجعت إلى الداخلية ووقفت أنا كالأبله و بدأت أحس بأن هناك عيون ترمقني و نظرت فوجدت عدد من الناس ينظرون إلي في فضول فرجعت إلى داخليتي و قضيت تلك الليلة في معاقرة الخمر و الغضب يعصف بي… و أقسمت إنها يجب أن تعتذر هذه المرة و تعتذر بجدية و أنى سأمنعها مرة أخرى من ذكر أفلاطون.. و سيكون هذا هو شرطي في الصلح.. و كالعادة لم تسأل عنى و لم تأت إلى وكنت أسأل دائما هل أتي أحد لزيارتي حتى صرت مثار سخرية الزملاء و بعد مرور أسبوع وأنا أقضي ليلى في شرب الخمر و نهاري في الانتظار .. قررت أن اذهب إلى كليتها و أتظاهر بأنني ذاهب لزيارة صديق هناك و بالفعل ذهبت و رأيتها من بعيد بشكلها الجديد بصعوبة تميز إذا كانت بنت أم ولد.. و وعملت المستحيل حتى ألفت نظرها دون أن اظهر لها تهافتي وإحتياجي .. بالصدفة أتى صديق مشترك ووقفت أتحدث معه و فجأة وقع بصره عليها فقال لي: هذه أميرة و ناداها.
التفتت إلينا و ذهب الصديق لتحيتها و أنا معه و بعد التحية و السلام و أنا أبدي لامبالاة بالأمر كله ، أتظاهر بأنني لا أهتم ودوا خلى تمور .. كم أتمنى أن أصفعها و لكن حقيقة أتمنى أن أضمها إلى صدري أن أخبرها عن الألم الذي أحسه وعن احتياجي لها… والتقت نظراتنا للحظة ثم حولت نظري عنها متظاهراً بأنها لا تهمني في شيء و بعد قليل استأذنت لأني أريد الرجوع إلى كليتي دون أن اشعر سمعت صوتي يسألها: هل تريدين أن تذهبي معي أريد أن أخبرك بشيء. ونظرت إلى لبرهة و هذه البرهة كانت مثل مئات الأعوام بالنسبة لي لأنني كنت احس  انني لا محالة ميت في حالة رفضها.
و لكنها قالت: أوكى أذهب معك .
و استأذنا من الصديق و كان قلبي يلهج له بالشكر والثناء .
سألتها: كيف حالك؟
قالت: بخير.
و مشينا سويا و الصمت ثالثنا و في ذات الوقت قالت لي: أنا آسفة وبادلتها الاعتذار و ضحكنا معا و مر اليوم دون أن أضع لها شروطي و كانت طوال الوقت تتحدث عن أفلاطون و حبه., أخبرتني أنني يجب إن أتعلم أن أكون إنسان كامل أترفع عن الرغبات الحيوانية استخدم عقلي الذي ميّز الله به البشر عن سائر المخلوقات ووعدتها أنني سأحاول أن أكون عند حسن ظنها… وكانت تسمح لي بان أمسك يدها ولكن إذا وجدت أي تغيّر حيواني تثور و تسحب يدها.. و منعتني منعاً باتاً بأن أحدق فيها بحب لإعتقادها الجازم ورؤيتها بأنها تشكل رغبة حيوانية ..وكانت حقيقة تغضب منى و تتهمني بأنني لا أريد أن أكون إنسانا كاملا… وكانت أيامي تمر بعذاب شديد وأنا أحاول أن أفرض عليها رغباتي و أخبرها بأنني أريد أن أكون إنسانا عاديا بي شيء من الحيوانية ..ولكنها تخاصمني بالأيام و هذا يملأني حزنا و يدفعني لعمل أشياء لا أرغب فيها حتى صرت السكير الأول في" داخليتي "وصرت أعاني من الاستيقاظ صباحا لأذهب إلى الورشة و صار أستاذي يقرعني على إهمالي و يذكرني بإحتمالية فقدي لفرصة التخرج بمرتبة الشرف إذا أستمر هذا الإهمال وهى لا ترحمني و لا تتفهم موقفي و أنا ضعيف أمامها …فهي التي تملي شروط اللعبة كلها و أنا لا حول لي ولا قوة…. إلى إن كان ذلك اليوم الذي طلبت فيه النصح من أحد الأصدقاء والذي يتمتع بسمعة طيبة مع النساء و أخبرته بالقصة فضحك ضحكاً شديداً و قال لي أنني مخطىء إذ أخضع و أخنع لها بهذه الصورة و وأعطاني خطة وهى أن أستدرجها إلى مكان خالي و أجعلها تنسى أفلاطون هذا وبعد ذلك لن تأتى باسمه عندما تعرف كيف يتشارك الإنسان والحيوان في ذات الشيء.. و نظرت له غير مصدق !
و قلت له: حرام عليك أتريدني أن أغتصبها؟! لا ألف لا…
ضحك الصديق وقال لي: اليوم عرفت لماذا كانت هي صاحبة القدح المعلى، من قال لك اغتصبها فقط أجعلها تحس بهذا الجانب الحيواني ومتعته ..و عندما لم أفهمه صرخ بنفاذ صبر: يا أخي هي تركتك يوما تقبلها أليس كذلك ؟ فقط قبلها.
المهم صارت هذه النصيحة ترن في عقلي و كل يوم أميرة تعذبني و تقول لي أنظر إلى هكذا و لا تنظر إلى هكذا ..و إذا وقعت عيناي على صدرها تقسم إنني أبحلق فيها بحيوانية. و إذا نظرت إلى شفتيها تخزني بكوعها في صدري بغضب و أقسم لها بكل شي أنني فقط أنظر إليها لأنني أريد أن أسمعها جيداً ولكن هذه الشيطانة لا تخفى عليها خافية فهي تقرأ أفكاري ككتاب مفتوح و تتبع نظري و تعرف إلى ماذا أنظر بالتحديد.. وكل يوم هي غاضبة منى لأنني حيوان و أنا اعتذر لها دائما عن حيوانيتى و أعترف لها في فشلي أن أكون إنسان كامل و هي لا تقبل ذلك و تضعني أمام خيارات صعبة.. و كل ما زادت هي في افلاطونيتها .أزددت أنا في حيوانيتي وصرت أفكر فيها ليل نهار و صارت حياتي مليئة بالمعاناة كل أصدقائي يعيشون قصص حب عادية و.. ولكني اعاني من خبها الافلاطوني هذا و أخيرا قررت أن آخذ بنصيحة صديقي وبالفعل وحيث أني متأخر في مشروع التخرج أخبرت المحاضر أنني سأعمل في الورشة لوقت متأخر وكتب لي رسالة ليسمح لي بالتواجد في الورشة إلى وقت متأخر… وبعدها كانت المشكلة إقناع الآنسة أفلاطون بالحضور إلى الورشة و بعد تفكير قررت أنها يجب أن تأتى في وقت مبكر يكون هناك بعض الطلاب ثم أبقى أنا إلى أن أكمل عملي بهذه الطريقة لن تعرف السر وراء هذه لدعوة .. و بالفعل عندما قابلتها في الصباح قلتا لها آسف لا أستطيع الحضور إليك في المساء لأني سأعمل في مشروع التخرج و أن أستاذي غير راض عن عملي … و سكتت هي سألتها ببساطة ماذا تفعلين هذا المساء .. قالت لي أنها تحضر بحثاً.
قلت لها بصورة عفوية: لماذا لا تأتى إلى الورشة أنت تكتبي وأنا أعمل في مشروعي وبهذا نكون ضربنا عصفورين بحجر نبقى معا و نعمل واجباتنا.. سألتني من يكون هناك ؟
قلت لها ببراءة أحسد عليها :سيكون هناك عدد من الطلاب ، كما تعرفين الامتحانات على الأبواب و نظرت إلى وجهي بتمعن و هزت رأسها بالموافقة ..كدت أن أقفز و أصرخ نعم! لولا سيطرتي على نفسي وودعتها قائلا إلى اللقاء إذن…. و مشيت و أنا أكاد أموت من الفرح …. ألان حلت المشكلة الكبرى و تبقى بعد ذلك كيفية الاستفادة من هذه الفرصة….. و في المساء ذهبت إلى الورشة و بدأت العمل في مشروعي بانشراح و كان هنالك عدد من الطلاب و بعد قليل وصلت أميرة و كنت البس في وجهي النظارة الواقية و لذلك لم تر فرحتي الجنونية بحضورها وأوقفت العمل في الماكينة و رحبت بها و أجلستها في مكتب ملحق بالورشة.. وذهبت و بعد قليل أصبح الطلاب يخرجون و أنا انتظر حتى لم يبق أحد غيري.. ذهبت إليها في المكتب وجدتها تجلس على كرسي وهى تكتب و قفت خلفها سألتها: ماذا تكتبين؟
و انحنيت لأرى بصورة عفوية ما تكتبه لامس صدري كتفها و قلت لها جميل جداً ..وعندما رفعت رأسها لمستني في وجهي بشعرها و لفحت أنفاسي صفحة وجهها… وهبت واقفة فأخذتها بين ذراعي و ضممتها لي بشدة قبلتها وقاومتني و صفعتني فأفلتها من بين ذراعي.. و انهارت على الكرسي و بدأت في بكاء و نشيج قطع نياط قلبي فركعت أمامها وأنا اعتذر لها و أعدها أن هذا لن يحدث أبدا و لن يتكرر و أنني أحبها أكثر من آي شيء في هذا العالم.. ولكنها جمعت أشيائها وخرجت راكضة…. و كانت هذه آخر مرة أتكلم معها قبل هذا اليوم في المطار إذ أنها تركت الداخلية.. و صارت تأتي مع أمها يومياً و مرت فترة الامتحانات و أنا في جحيم.. بعدها قررت أن أذهب إلى منزلهم و بالفعل ذهبت و استقبلنى والدها و أجلسني و قلت له أنى أتيت لأعرف لماذا لا تأتي أميرة إلى الجامعة ؟؟ نظر إلى والدها و قال: أن أميرة أخبرتنا بكل شيء…. و دوت عبارة كل شيء في رأسي ماذا يعنى كل شيء؟!.. وأحسست بالخجل الشديد و أخبرني أنها لا ترغب في رؤيتي و أن ما بيننا قد انتهى و خرجت لا ألوى على شيء.. و اجتهدت في أن أتخرج و بالطبع لم أنل مرتبة الشرف ووجدت عقد عمل في دولة بترولية و ذهبت و بقيت هناك 7 سنوات وقررت الذهاب إلى أمريكا للدراسة.. و عندما قابلتها كنت عائدا إلى أمريكا بعد عطلة قصيرة.
ها .. لقد وصلنا .. هكذا قطع صوتها اجترار ذكرياتي.. ساعدتها في حمل أغراضها ودخلنا إلى الفندق.
_____________________________________________
هى وهو
(إلىّّّ ّّّذّبيدة ذكرى خالدة)
بعد تكملة الإجراءات فى الفندق وضعونا فى حجرتين متجاورتين و ساعدتها
فى حمل أغراضها و دخلت معها إلى غرفتها و بدأت الطفلة فى البكاء و كانت هى تهدهدها فى حنان و الطفلة لا تكف عن البكاء..
قلت لها: يبدو أنها متعبة اذهب أنا الآن .. و عندما كنت قرب الباب قالت لى أنا سعيدة برؤيتك فقلت لها و أنا أيضا و ونبهتها أنني فى الغرفة المجاورة إذا احتاجت إلى شئ.
ودخلت إلى غرفتى و ورميت نفسى فى السرير وأنا أحاول أن أسيطر على ما يعتمل فى داخلى. و أحسست أننى كنت مثل البحيرة الساكنة و كان لقائى بها بمثابة الحجر الذى
بدد شكل سطح البحيرة و صارت دواخلى تنداح دوائرا من الحيرة … الألم.. الحب.. يا إلهي من كان يصدق أن أراها بعد كل هذه الأعوام و تمنيت أن أتحدث معها لتخبرني كم ندمت على تركي.. أليس هذا ما نحتاجه دوما أن يعترف حبيب سابق بأنه ندم على تركك و أنه يحن إليك كما تحن إليه.. حتى تحس بأنك حقا تحولت إلى فردوس مفقود.. و بعد مرور ساعات لم تأت إلى .. كنت أقاوم أن اتصل بها أو اطرق بابها ربما تعود هواجسها القديمة نحوي.. ربما ليس لديها رغبة فى الحديث معى.. و بعد مرور وقت أطول صرت مشتتا تماما ,ومتحيرا ماذا أفعل؟ و بدأت تراودنى فكرة النزول إلى البار وقطع الوقت فى الشراب. وقررت أن استحم أولا ثم أخرج إلى البار.. و دخلت الحمام و أخذت حمام طويل وخيل إلى إنني سمعت رنين الهاتف و خرجت مسرعا وفى آخر لحظة سمعت صوتها يقول لى آسفة
هل كنت نائما قلتا لها لا.
قالت لى : أود أن اعرف إذا كنت ترغب أن تأتى إلى غرفتى و نطلب طعاما و نتبادل الأخبار.
قلت لها و أنا أسيطر على صوتى حتى لا يشى بفرحى: أعطني خمس دقائق و أكون عندك.
و بالفعل لبست ملابسى بسرعة و طرقت بابها فتحت لى الباب حيَتها و دخلت كانت الطفلة نائمة.. أشرت إليها قائلا : ابنتك حلوة ما اسمها؟
قالت لى: رامة.
قلت لها: اسم جميل جدا يناسبها تماما.
جلست على كرسى و جلست هى على حافة السرير و تنهدت قائلة : زمن طويل والله؟!.
قلت : نعم و كأنه قرون.
قالت: هل تزوجت لا أرى خاتم فى يدك؟
قلت : لا أبدا مازلت كما أنا.
قالت ضاحكة: حقيقة لم تتغير.
قالت: أها أحكي لى ماذا حدث فى حياتك فى الفترة السابقة؟
أها هى تريد أن اوكد لها على حزنى وعزابى ولكنى لن أعطيها هذه الفرصة
قلت: الخمس سنوات الأولى لا اذكر منها شيئا.
و الخمس سنوات التى تلتها محاولة لبدء حياة جديدة مثمرة و.. أخبريني أنت
ماذا حدث لك فى العشرة سنوات المنصرمة أراك كنت مشغولة و أشرت إلى الطفلة؟؟!!
نظرت إلى بحزن وقالت: نعم يبدو ذلك.
وبدأت تقص على قصتها قالت بعد ما حدث بيننا بدأت فى الابتعاد عن كل الرجال
و لكن بعد عامين قابلت أحدهم و كان مثلى مثاليا آمن بكل نظرياتى الأفلاطونية و صرت اسعد قليلا أخيرا هناك رجل يريد أن يكون انسانا كاملا ..و بالفعل استمرت علاقتى معه وكان يلتزم بكل ما أريد وكنت أنا سعيدة جدا به.. لان أمي كانت تقول لى أن هذا مستحيل.. ولكن كنت أظن انه أنا محظوظة أخيرا وجدت من يؤمن بما أريد و يساعدنى.على تحقيق أحلامي و استمرت علاقتى معه .. علاقة سامية و كنت سعيدة إلى درجة لا توصف.. إلى أن كان ذلك اليوم.. الذى رأيته بالصدفة يتحدث إلى طالبة اشتهرت بسمعتها السيئة.. وكان يبدو ودودا معها فى البداية لم أصدق عينيا و قلت ربما أنها زميلة له. و رجحت حسن النوايا.. و سألته عندما قابلته عنها أنكر معرفته بها وقال يبدو انك تحتاجين إلى نظارات.. و ضحكت وصدقته و لكن مرة أخرى أخبرتني صديقتى إنها رأته مع ذات الطالبة و داخلني شك كبير فراقبته ويوم زعمت له إني ذاهبة إلى البيت و وراقبت تلك الطالبة و بالفعل خرجت و تابعتها إلى أن وصلت إلى الميدان الشرقي و هناك كان مكى هذا هو اسمه فى انتظارها …و وفجأة اختفيا عن الانتظار.. و رجعت إلى الداخلية ودموعى تهبط مدرارا و أكاد لا أتبين خطواتى ولم انم تلك الليلة و فى الصباح ذهبت إليه وواجهته و تلعثم و أخيرا قال لى إنها توفر له أشياء لا أوفرها له أنا و انه يحبني ولكن لديه احتياجات كرجل و سألته أن الجنس والحب مترادفان لا يمكنك أن تمارس جنس مع أمرأة وتحب أمرأة أخرى و قلت له أن أن يعد علاقتى معه منتهية و تركته..
نظرت لها بتعجب أذن هذا ليس أبو الطفلة.. كنت أتوقع أن تخبرنى كيف غيرت رأيها عن الحب الأفلاطوني و أتت بهذه الطفلة.
3 ___________________________________________________________
سامحينى
(إلى نادية فريز حب لا يتبدد)
وصرنا نتحدث فى مواضيع متفرقة. وكنت أنظر إليها و أنا أفكر لكم هى جميلة
وكم كنت غبيا عندما ضيعتها من يدى وكانت هى لى كالسمع والبصر بها أتعرف على عوالم لم ألجها.. و بدأت أحس بعدم توازن لكم احتاج أن اشرب شيئا.. وقررت أن اذهب إلى غرفتى و آخذ زجاجة بيرة من الثلاجة هناك لا أستطيع أن أحتمل حالتى هذه إلا إذا شربت شيئا يساعدنى فى تجميع روحي المنشطرة فاستأذنت منها قلت لها اطلبي الطعام.. أحتاج لشئ فى غرفتى و ذهبت و فى ثلاثة جرعات أفرغت الزجاجة فى جوفى أحسست بالدماء تجرى فى دمى و طفرت دموعى..جلست على حافة الفراش وبدأت اجمع فى روحي المنشطرة و أنا أقول لنفسى يجب ألا ارتكب أى خطأ و يجب إلا تعرف كم عزبنى بعدها هى ألان أمرأة متزوجة .. و أم و على أن احترم ذلك ودون أن اشعر أخذت زجاجة أخرى وشربتها بسرعة و بدأت أحس بدوخة خفيفة .. بدأ خدر لذيذ يلفنى تنهدت بعمق.. و قلت لنفسى ألان يمكنى أن أواجه آي شئ .. ,أخذت قطعة علكة لأخفى الرائحة.. و غسلت وجهى و جففته و ذهبت إليها.. وجدت الطفلة قد استيقظت و تشرب كوبا من العصير . قالت لى إنها طلبت الطعام و جلسنا نتحدث فى أمور عادية.. أتى الطعام أكلنا فى صمت و بعدها أجلست ابنتها أمام التلفاز و أخذت الكرسى إلى الجانب ألآخر من الغرفة و وجلست هى على الفراش و جلست أنا على الكرسى.. سألتنى لم تقل لى أي شئ عن حياتك بينما أخبرتك أنا بكل شئ.
نظرت إلى الطفلة وقلت لهامتسائلا: كل شئ؟!
قالت: أخبرني ماذا فعلت فى السنوات الفائتة؟
قلت: لقد أخبرتك الخمس سنوات الأولى لا أذكر منها شيئا.. قضيتها فى غيبوبة
أستخدمت كل الوسائل و الأشياء باختياري حتى أكون فى هذه الغيبوبة .
لا اكذب عليك لقد كانت لدى بعض العلاقات النسائية هنا وهناك و لكن لم تسفر عن شئ.. مرة كدت أن أتزوج و لكن تراجعت فى آخر لحظة.. لاننى كنت سأتزوج للأسباب الخطأ ودون أن اشعر وجدت نفسى أقل لها كل الأشياء التي يجب ألا أقولها
فسكت.. نظرت إلى وهزت رأسها وقالت : اها؟
قلت لها عن أذنك أريد الذهاب إلى غرفتى و سأرجع بعد قليل.. وخرجت إلى غرفتى و شربت الزجاجة الثالثة هذه المرة ببطئ شديد و لسان حالى يقول عصام تعقل.. انك تمشى فى طريق غير صحيح..و أخرجت علبة الدخان و أخذت أدخن و أفكر لماذا بعد كل هذه السنوات مازالت لها هذا الأثر على.. لقد تركتنى و أحبطت أحلامى و دمرتها
ودمرتنى و جعلتنى مسخ مشوه من الداخل.. نعم لقد أخطأت فى حقها ولكن أليس الحب تسامح.؟؟؟
. لماذا أبدا لم تسامحنى؟؟!! و لو حقا كانت تحبنى لتنازلت عن أفكارها لأجلى
ولكنها تركتنى نهبة للعذاب و الأسى.. و عشرة سنوات مرت وها هى مازالت لها اليد الطولى فى السيطرة على.. كل هذه المدة و أنا اعتقد إنني سلوتها ولكني مخطئ والا لماذا كل هذا الحزن؟.. هى ألان أم وهذا يعنى أنها وجدت من أحبته و أحبها و أستطاع أن يقنعها بخطل نظرياتها و نجح فيما فشلت أنا فيه.. قررت أن اذهب لها و أعرف بقية قصتها فقط لاجل أن أجد أجابات لتساؤلاتى… و دخلت إلى الغرفة وجدتها لم تتحرك من مكانها و جلست نظرت إلى و قالت: أها؟
قلت: أها؟
قالت ارجوك أكمل ما كنت تقوله.
قلت: ماذا كنت أقول.
قالت: ألم اقل لك انك لم تتغير؟ كنت تتحدث عن حياتك و عن كيف انك لم تتزوج بعد اكتشافك انك ستتزوج للأسباب الخطأ..
قلت: مولاى القاضى أن موكلة المتهم تستدرج الشاهد. و أردفت أهذا ما تقولونه فى المحكمة للمحامى الذى يقود الشاهد إلى الإجابات المطلوبة.؟؟!!. ضحكت و قالت لى أيها المراوق.. بالله أكمل القصة و بصورة خطابية قلت : بعد أن تركتنى أميرة قلبى و هشمت قلبى لم أجد من تداويه و تسكنه و لذلك بقيت فى مكانى ساكنا علنى أجد قلب أميرة و اسكنه. وعندما وجدت الأميرة التي أعتطنى قلبها أكتشفت أن تتزوج الأميرة التى تحبك لانك لن تتزوج الأميرة التى تحب هذا سبب خطأ ولذلك قررت الا أتتزوج….وضحكت أميرة و رمتنى بالوسادة..قالت: مازلت مجنونا. وهنا تنبهت إنني أمشى فى طريق سيفضى إلى حوار لا أرغب فى خوضه و قلت لها : اها لم تخبرينى عن سعيد الحظ زوجك ؟
نظرت إلى بحزن و قالت لى لماذا تصر أن تعرف هذه القصة؟
قلت: أبدا فقط أريد أن اعرف من هذا السعيد الذى غير أفكارك ولكن لك مطلق الحرية فى أن تخبرينى أو لا تخبرينى و أسف إذا كنت فضولى ولكن استمحيك عذرا لقد كانت أفكارك هى المعول الذى هدم حياتى و كسر قلبى… و بدأ لسان حالى يقول عصام ألزم الصمت …..ملعونة تلك البيرة لقد بدأت افقد السيطرة على الوضع
و فجأة ظهرت دموع فى عينيها و بدأت فى الانسياب على خديها وهى تحاول أن تسيطر على نفسها و أحسست بحنو تجاهها أريد أن أضمها إلى صدرى أن أقول لها أشياء كثيرة و لكن سكت و ثبت نظرى على الأرض وران صمت طويل بيننا فنظرت الطفلة إلى أمها وركضت إليها و لفت ساعديها حول عنق أمها و قالت بصوت طفولى : ماما لا تبكى و لقد وعدتينى إلا تبكى مرة أخرى.. و نظرت إلى بغضب قائلة: انت أبكيت ماما أذهب بعيدا. و ضمتها أمها وقالت لها لا يا حبيبتى لم يبكنى هذا رجل لطيف كنت أعرفه من زمن طويل.. و وحملتها و أجلستها أمام التلفاز مرة أخرى.. ورجعت وجلست فى مكانها و كنت أنا مضعضعا أحاول أن اجمع جماع نفسى دون جدوى.. قلت لها : خلاص لا تخبرينى بشئ يجلب لك الحزن أرجو أن تعذرى إلحاحي و أنا آسف
و أعتقد انه من المفترض أن ارجع ألان إلى غرفتى قد تأخر الوقت و أنت متعبة..ووقفت للذهاب فسحبتنى من يدى و أرجعتنى إلى الكرسى وقالت: لا أبدا أرجوك أن تبقى أحتاج أن أخبرك و من حقك أنت تعرف بعدما حدث ما حدث بيننا كان مثل انتحار عاطفى بالنسبة لى.. أن أخرجك من حياتى بعد أن كنت أول من افكر به عندما استيقظ و آخر ما افكر به عندما أنام و بين هذا وذاك أفكر فيك طول الوقت كان خطأ جسيم اقترفته فى حقك وحق نفسى وكنت أنانية لأنني لم أر احتياجاتك فقط رأيت ما أريد
و لقد دفعت الثمن غاليا ومازلت ادفع..لا أدرى لماذا مع شوقى طول عمرى أن اسمع هذا الاعتراف إلا انه لم يسعدنى البتة وبل أحسست بحزنى يتعمق أكثر.. و قررت أنني فى حاجة عاجلة إلى زجاجة أخرى .. فقلت لها: سأحضر بعد قليل وخرجت إلى غرفتى بسرعة أخذت الزجاجة شربتها بسرعة وجلست على حافة السرير و بكيت … بكيت لأجلى ولأجلها و للحزن والأسى الذى عشته طوال السنوات السابقة و لأشياء كثيرة.. و كثيرة..
__________________________
أندياح
(الى بدوى طائعا مختارا دخل محميتنا)
رجعت اليها و قلبى مثقل بالهموم وألاحزان.. لماذا أريد أن اسمع نهاية قصتها؟ هذا سؤال لا أجد له إجابة شافية .. و لكن أحيانا نعجز عن إيقاف الأشياء التى تذبحنا… على الرغم من معرفتى الكاملة بأنها لن تكون لى أبدا ولكن فشلت طيلة هذا السنوات فى نسيانها .. و هذه الأشياء ليس بيدنا.. هل هذا تبرير لعجزى عن النسيان.. هل حزنى ولوعتى طيلة هذه السنوات ناجمة عن عقدة ذنب لما اقترفته فى حقها و حق نفسى؟؟!!.. و لكن ماذا افعل إذا كنت فشلت فى النسيان
وطردها من قلبى..على الرغم من معرفتى أننى بالنسبة لها ورقة منسية و مطوية.. و لكن طيلة هذه الفترة أنا أعيش فى وحدة و أعاني ما أعانيه..لا أدرى هل عدم تمكنى من الحديث معها بعد ما حدث بيننا هو الذى ترك جرحى لا يلتئم وهل مقابلتى لها هنا بالصدفة ستضع الأشياء فى نصابها و أتحرر أنا من هذا الذنب؟؟.. و أستطيع أن أعيش حياة طبيعية بعدها… فأنا آلم لها ثم آلم لنفسى..
وطرقت بابها و دخلت وجدتها تهدهد الطفلة فى حنو و أشارت لى بعينها أن اجلس
و بعد قليل نامت الطفلة.. فغطتها و أتت لتجلس أمامي.. و جلسنا فى صمت لبرهة نتبادل النظرات.. و ضحكت هى وقالت : أحس و كأننى فى حلم من يصدق أن نلتقى هكذا بعد كل هذه السنوات… أنى أعترف لكم راودنى هذا الحلم .. و ذهبت لتعد كوب من الشاى و سألتنى إذا كنت أريد أن اشرب شاى قلتا لها أفضل كأس قهوة
و رجعت و ناولتنى الكأس.. سألتها هل هى ذاهبة إلى كندا لتلحق بزوجها..
قالت: لا ذاهبة لأهرب من زوجي.. أنا الآن رسميا مطلقة.. و نظرت اليها بدهشة
فقالت لى هذه قصة طويلة…
قلت: هناك متسع من الوقت لدينا يوما كاملا.. إذا كانت المسألة مسألة زمن إما إذا كنت لا تريدين أن تحكيها فأنا أتفهم ذلك..
قالت لا أبدا أريد أن أخبرك بكل شئ.. من حقك أن تعرف.
وجلست على السرير و بدأت تحكى لى: بعد التخرج بعدة سنوات التقيت به
كان قد قصد مكتبنا فى استشارة قانونية و بعدها صرنا نلتقى ونتحدث و كنت معجبة به و كذلك هو و سألنى يوما للخروج معه و بالفعل تكرر خروجنا معا … أخبرته بمفاهيمى فى الحب و الجنس و أبدى إعجابه بها و أيمانه بها.. و بعد عامين تزوجنا
و ذهبنا فى شهر عسل إلى مصر و قضيناه بصورة جميلة و رومانسية و لم يمسسنى و كنت فى قمة السعادة و رجعنا و بدأنا حياتنا.. وعندما مرت ستة اشهر اصبح يغير معاملتى
و يطالبنى بحقوقه و أخبرته إننا أتفقنا وعلى هذا الأساس تزوجته و صارت هناك كثير من المشاكل و الجدل إلى أن دخل يوما إلى غرفتى و بدأ يتشاجر معى..و سكتت هنا و غطت وجها بيديها وبدأت فى البكاء و طلبت منها أن تتوقف عن البكاء و بين دموعها أخبرتني أنه أغتصبها.. و بعدها و أصيبت بانهيار عصبي و مكثت فى المستشفى فترة و بعدها أكتشفت أنها حامل.. و ذهبت إلى منزل أسرتها وكانت تعيسة طيلة فترة الحمل
و لكن بعد إنجابها ابنتها كانت تعتقد أنها لن تحبها أبدا ..ولكن بمجرد أن حملتها بين زراعيها أحست بحب دفاق لها و كانت تتساءل كيف يمكن أن يأتى من شئ قبيح شئ جميل.. و أحسست بحزن لها… و أخبرتني وبعدها سعت إلى تطليقه و لكن رفض هو و بعد كثير من الجهد طلقته قبل اشهر.
وقررت الرحيل و بدأ حياة جديدة فى كندا هى و ابنتها.. و جلسنا نتحدث فى مواضيع مختلفة و وبعده قلت لها أتتركك لتجدى شئ من الراحة وتنامى و نلتقى فى الصباح و أخبرتها أننى سأذهب معها إلى المطار على الرغم من اختلاف وقت الإقلاع لطائرتينا.. و خرجت إلى غرفتى و ولم أنم طيلة الليل وكنت أفكر فى أحداث الصباح و فيها.. و لا أدرى كنت أحس بمشاعر متناقضة تعتور فى دواخلى. و تنتهبنى الحيرة و والدهشة مما قصصته لى … من يصدق بعد كل هذه السنين أتمكن من رؤيتها.. و أتحدث معها وجه لوجه.. و أحسست بحزن لما حدث لها فى زواجها…
وفى الصباح ذهبنا سويا إلى المطار وجلسنا نتحدث فى مواضع مختلفة إلى أن أزفت
لحظة السفر و مشيت معها إلى البوابة و هناك وقفت فى قبالتها انحنيت طبعت قبلة على خد الصغيرة و لففت سأعدي حولها و همست لها حظا سعيدا… ودلفت هى الداخل
تمسك الصغيرة بيدها و قبل أن تتوارى لوحت لى مودعة.. وفعلت أنا بالمثل و استدرت
و مشيت و أول مرة منذ سنوات أحس بأن خطواتى خفيفة لا تكبلها القيود و رفعت كتفى و كأن أثقال العالم كلها حطت عن كاهلى … و مشيت خفيفا .. سعيدا
أ

No comments:

Post a Comment