Friday 8 March 2013


    مرحاض ومستنير


    الحلقة الاولى

    "اكتب هذه القصة للعبرة"
    مرحاض ومستنير..
    تجمد الزمن وتلاشت الاصوات وسكن كل شئ عندما وقع نظره عليها لبرهة أحس انه آدم وهي حواء ولا أحد قربهما.. التقت نظراتهما للحظة . ثم أدارت بصرها في المكان و انفرج فمها عن ابتسامة جذابة عندما وقع نظرها على أصدقائها.. الذين أتوا في صخب لتحيتها.. تحين الفرص و اقترب منها لم تكن جميلة ولكن بها سحر خفي
    جلس معهم كانوا يتحاورون حول قضية ثقافية كان الكل يستمع إليها بانتباه وتقدير لما تقله.. صمت الكل
    التقت نظراتهما مرة أخرى.. قدمها أحد الأصدقاء له قائلا: أماني علي وهذا محمد حسن أظنك سمعتي به..
    أجابت بالإيجاب.. بدون أن يشعر اخذ هاتفها الجوال وسجل رقمه ثم اتصل برقمه وسجل رقمها في هاتفها ثم ارجع إليها هاتفها وقال لها سأتصل بك يوما.. سعدت بلقائك هناك الكثير الذي أود مناقشته معك.. ثم توارى في الزحام مخلفا دهشة كبيرة..
    بعد يومين اتصل بها حياها بحرارة وقال لها مشتاق لرؤيتك.. لم تعرف كيف ترد على هذه الحفاوة
    ثم صمتت قال لها آسف على هذا الاقتحام ولكن أحس وكأنني أعرفك.. شكرته بأدب ووعدته بأنها ستلتقي به قريبا وشكرته على الاتصال بها…
    التقت به مرة أخرى بالصدفة.. فأبدى اهتماما كبيرا بها… سالت صديقتها عنه أخبرتها انه متزوج وله عدة أطفال
    ويبدو انه يهتم بك لأفكارك التي أعجبته.. تكررت اللقاءات أحيانا كان يحضر إليها في مكان العمل.. مشكلته كانت إن الكل يتعرف عليه.. يتحدثون معه و يتحلقون حوله ولا يجد وقت ليتحدث معها.. دعاها مرة إلى مطعم تكررت المسألة… تعددت اللقاءات وكان دائما يذهب وهناك حوار او سؤال معلق حتى يلتقي بها مرة أخرى… مرة قال لها
    ا أنت شهرزاد احتاج لألف ليلة حتى اكمل حديثي معك…
    الحلقة الثانية
    تعددت اللقاءات وصارت الأحاديث اكثر خصوصية بعد أن كانت دائما أحاديث عامة حول قضايا
    وحول الفن و الأدب و الثقافة.. عرفت انه متزوج ولديه ثلاثة أطفال وان زوجته متفرغة للمنزل..
    وعرف أنها غير متزوجة ولا يوجد رجل في حياتها.. سألها لماذا ؟
    قالت: أنها مهتمة في الوقت الحالي بعملها وربما إذا أتى الشخص المناسب سوف لن تمانع
    سألها من هو الشخص المناسب" قالت له هو الشخص الذي احبه حبا مطلقا. الشخص الذي يساعدني في تحقيق طموحاتي.. ويعترف بحقي في العمل و التفكير الحر ولا يقيدني… يحترم كينونتي كامرأة .. فقط
    رد ضاحكا: فقط؟؟!! أتمنى أن تجديه…فضحكت وقالت: آمين يا رب..
    يوما قال لها أتتمنى أن نجلس في مكان وحدنا قد صرت أتضايق من تعرف الناس علي ومقاطعتنا
    فهل يمكن أن تأتى إلى مرسمي يوما.. نظرت أليه تطلع إليها منتظرا ردها.. قالت له لا مانع لدي..
    واعدها يوما واتى إلى مكان عملها أخذها بسيارته إلى مرسمه الذي يقع في طرف المدينة..
    وجدته عبارة عن شقة صغيرة بها غرفة و صالة واسعة معلق بها لوحات وفى الطرف قرب الشباك
    هناك حاملة وطاولة بها كثير من الألوان وأدوات الرسم.. وفى الطرف الآخر توجد أريكة كبيرة
    وثلاجة صغيرة.. برشاقة انحنى وقدم لها زجاجة مياه غازية.. وذهب أسدل الستائر..
    وجلس بكل بساطة يتحدث عن مواضيع مختلفة.. وكانت هي مترددة فأنها لم تفعل هذا في حياتها
    لم تبق مع رجل وحدها هكذا..ذهب إلى الطاولة و وضع اسطوانة وانسابت موسيقى السرنيد لموتزارت
    فملأت السكون بضجيج محبب..نظرت إليه متسائلة كيف عرفت أن هذه المقطوعة هي مقطوعتي المفضلة
    قال لها.. لأنك اخترتها كنغمة لجوالك
    الحلقة الثالثة
    صار يتصل بها  يوميا…. ثم اكثر من مرة في اليوم… ثم مرات ومرات.. في الصباح ليقل لها صباح الخير
    وفى المساء ليقل لها مساء الخير اخبرها انه لا يستطيع أن يبدأ يومه أو ينهيه بدون سماع صوتها.. بدأت تخيفها
    هذه العلاقة ويخيفها طريقته في التعامل انه لا يترك لها مكان تختبئ فيه من نفسها.. أحست انه يحاصرها.. أحست إنها تحب هذا الحصار فهي لا تشكو فقط مندهشة أن يعني لها هذا الرجل الكثير .. تعودت على علاقات سطحية مع الجنس الآخر.. وكانت قد بنت سورا عاليا حول نفسها و ها هو يتسلل من هذا السور.. صارت تفكر فيه كثيرا.. تفكر في أحاديثه.. وفي شخصيته الغريبة.. إنها لم تعرف في حياتها شخص مثله.. فهو بمفهومها كارثة متحركة.. يتحدث بتلقائية آسرة. لا تستطيع صده أو توبيخه على كثير من الأفعال لانه يفعلها بتلقائية وبراءة كأن يمسك يدها أثناء الحديث معها أو يضع يده في كتفها إذا مشى معها..فهي تخشى أن رفضت ما يفعله أن يفكر أن أفكارها سوداء
    أو إنها خبيثة.. فصارت تصمت إذا فعل ذلك…وتخشي أن تبدي عدم رضا بها . في داخلها تستعذب لمساته..
    لكن هناك عراك دائما بيت عقلها وقلبها.. هذا رجل متزوج قبل كل شيء وهى لا يمكن أن تقم علاقة مع رجل متزوج لان هذه ضد مبادئها.. فهي نشطة في الحركات النسوية وترفض تعدد العلاقات و ترفض تعددية الزواج..
    ولكن هذا الرجل يهز قناعاتها..يغير دواخلها فهي لا تحب ما تحس به..قررت ذات يوم أن تتركه وتتهرب منه لكن وجدت نفسها اكثر تلهفا..قررت ألا تستقبل مكالماته وكانت قد وضعت لها نغمة خاصة.. ولكن قبل أن تنتهي النغمة دون أن تشعر تجد نفسها ترد عليه.. قال لها يوما إنها جادة اكثر من اللازم.. قالت له كيف؟
    قال لها عندما تردي على الهاتف يأتي صوتك باردا..ثم يصير دافئا فيما بعد..قال لها ضحكتك تفقدني صوابي أحيانا.. أنت امرأة غريبة تجمعت فيك كل المتناقضات..الدفء والبرود القسوة و الحنان..
    قالت له:أنا افضل دائما أن أكون جادة لان في هذا العالم يجب أن تكون المرأة هكذا.. في مجالي الذي أتحرك فيه لا مكان للرقة والنعومة.. فاعذرني أن رأيتني متناقضة.
    ضحك وقال : لا أبدا هذا ليست عيببا تعتذرين عنه.. فقط في حياتي لم أقابل امرأة مثلك.. ولم اكن أظن أن هناك امرأة مثلك..أنا احبك هكذا…
    الحلقة الرابعة
    نظرت إليه بذهول.. وقفت أخذت حقيبتها وركضت خارجة حاول أن يلحق بها .. بخشونة طلبت منه أن يبتعد عنها للابد… ناداها لم تستجب له.. اتصل بها تلفونيا قال لها إني آسف إذا كنت أخطأت من حيث لا ادري .. أغلقت الهاتف قبل أن يكمل….. أوقفت كل الاتصالات به.. راعه انه لا يعرف أين تسكن.. صار يذهب إلى مكان عملها يوميا.. ولا يجدها جن جنونه..لا يستطيع أن يسأل عنها..
    وإلا وضعها في موقف قد لا ترضاه.. صار هائما في الأرض يبحث عنها في كل مكان.. عندما يعود إلى منزله لم يعد يطيق المنزل أو زوجته..
    يثور فيها لأتفه الأسباب.. ويرفض التحدث معها ثم عاد لتناول الحبوب المهدئة ..
    وصار يقضي جل وقته في النوم,.. عندما وصل إلى حافة الانهيار..
    قرر أن يرابط أمام مكان عملها… يوما في الصباح رآها تقطع
    الشارع.. خرج من سيارته و ركض نحوها حتى كادت انه تدهسه
    سيارة.. ناداها توقفت نظرت إليه راعها شكله وهندامه لم تراه هكذا أبدا..رقت لحالة عصف بها حنين طاغ له..وقف أمامها . وبمسكنة شديدة قال لها ماذا فعلت لك لتتعاملي معي هكذا…؟
    قالت له: يجب ألا نلتقي مرة أخرى..
    قال لها: أعطيني فرصة فقط لأبين لك وجهة نظري تعالي معي إلى المرسم
    فقط هذه المرة دعينا نتحدث.. بعدها افعلي ما تشائين.. فقط أعطيني هذه الفرصة..توسلت إليه أن يتركها في سلام..
    توسل إليها أن تعطيه فرصة أخرى
    الحلقة الخامسة
    نظرت إليه مفكرة.. تطلع إليها بكل رجاء… قالت له: اوكي سأحضر إليك بعد العمل.. تهلل وجهه فرحا.. شكرها من أعماقه.. وذهب إلى سيارته.. وكأنه ملك العالم.. بعد العمل ذهبت إليه.. فتح الباب
    بسعادة غامرة.. أفسح لها لتمر… جلست على الأريكة جلس على الأرض
    قال لها : أولا اعتذر إن كنت قد أخفتك وقلت لك إني احبك.. أنا إنسان واضح.. ولذلك أتى ذلك الاعتراف تلقائيا… لم اكن أظن انك لا تبادلينني الشعور.. كنت أظن انك تعرفين ذلك..
    قالت له: المسألة انك رجل متزوج.. هل تعلم ماذا يعني هذا بالنسبة لي؟
    مبادئي وأفكاري تمنعني أن أفكر فيك بهذه الطريقة هذا كل ما في الأمر..
    قال: ما ذنبي أنا إن كنت متزوجا.. لقد أحببتك دونما اشعر.. آننا لا نختار أن نحب.. الحب فعل غير إرادي..
    قالت له: اعرف ذلك ولكن ماذا نفعل بهذا الحب فعل إرادي.. تجدني في غاية الأسف إذ ارفض هذا الحب رغم اعترافي بوجوده.. لانه ضد أفكاري ومبادئي.. فأنت رجل متزوج هناك امرأة أخرى في حياتك
    وهى زوجتك وتعاهدت معها على الوفاء وما تفعله الآن خيانة لها..
    قاطعها: ماذا افعل أنا في مثل هذا الموقف .. ماذا تريدينني أن افعل
    هل تريدينني أن أطلق زوجتي حتى تعيدين النظر أم ماذا.؟.
    بغضب ردت عليه: لا لا أريدك أن تطلق زوجتك.. ولم اقل لك ذلك ولم يكن حتى في بالي.. يجب أن تفهم جيدا أنا لا أريد منك شيئا..
    غير صداقتك.. ألان حتى صداقتك لا ارغب بها انك تدخلني في أماكن ضيقة.. وتضع على لساني ما لم اقله.. أرجوك افهم ما أقوله
    أريدك أن تعود إلى بيتك وتنساني…
    وقف منتفضا وصرخ: نعم؟ ماذا ؟ انساك؟؟ هكذا ببساطة .. لماذا
    لم تنسحبي وتصديني منذ البداية فأنت تعرفين أنني متزوج
    ورضيت أن تحضري هنا يوميا.. لماذا كنت تأتين؟
    انك تحببنني وتكابرين..الآن عرفت لماذا يكره الرجال الجندريات مثلك
    لأنكن تحلن حياتنا إلى جحيم.. ثم تنظرن عن المبادئ و القيم والخيانة
    أين كان هذا الضمير الحي في البداية؟
    لماذا تأتين وتأتين كل مرة.. لانك تحبينني لانك تريدينني
    ألان استيقظ ضميرك فجأة.. اعرف كم أنت سعيدة ألان وقد كسرتي قلب رجل.. ولكن انت لا تعرفينني أنا لا استسلم بسهولة..وبغضب عارم صرخ: اعرف ستذهبين إلى صديقاتك السحاقيات*.. وتحكي لهن وسيضحكن كثيرا
    ولكن .. اعلمي جيدا هذا الامر لن ينتهي…
    قفزت من مكانها واتجهت إلى الباب.. وخرجت وهى لا تلوي على شئ 

    حاشية
    * لسبب ما يظن الرجال المستنيرون ان كل النساء الجندريات سحاقيات.. ودائما فى غضبهم عليهن يقولون هذه الكلمة  باللغة الانجليزية.. اتمنى ان اجد تعليلا لذلك
    _________________
    الحلقة السادسة
    لا تدري كيف وصلت إلى منزلها طول الطريق لم يكف هاتفها عن الرنين….دواخلها تمور بشتى العواطف المتضاربة.. الذي راعها أن ليس بين هذه العواطف المتضاربة كره لم تحس إنها تكرهه بل أحست إنها تريده.. ووجدت له العذر لكلماته القاسية.. لم يحدث لها في حياتها
    أن وجدت العذر لأي كائن كان فأن لها كرامة متضخمة ولا تغفر أبدا
    أخطاء الرجال تجاهها..ولكنها لم تحس تجاهه بالكراهية بل بالعكس أحست إنها تحبه كثيرا.. أحست إنها أخطأت في حقه.. وان كل ما قاله صحيحا لقد كانت تعرف انه متزوج ورغم ذلك تمادت معه..أحست بحزن عميق تجاهه .. وكان صوته الغاضب المؤنب يرن في دواخلها..
    ودت لو رجعت إليه لتخبره إنها آسفة إذا كانت قد آلمته .. لتخبره أن إيلامه هي آخر شئ تفكر فيه وأنها تحبه كثيرا.. ألجمت هذا الصوت في داخلها..كبحت جماح نفسها.. لكنه لا يساعدها فقد صار يأتي إلى أي مكان هي فيه.. يجلس بعيدا يتبادل معها النظرات.. كانت تحس حزنه
    ولوعته..تحاول أن تتجاهله وتتجنب النظر إليه.. ولكن ينتفي وجود الكل ويبقى هو ماثلا دائما في دواخلها.. له إمكانية تأويل الحضور إلى الصفر.. إنها تعلم إنها تحبه بل تعبده وتتعذب وهى بعيدة عنه.. ففي حياتها لم تحب رجل كما أحبته ولم ترغب أن يحبها رجلا كما رغبت أن يحبها هو.. ولكن حقيقة انه زوج تؤرقها وتحزنها وتشتتها و ومطاردته الصامتة وحصاره لها تضعف مقاومتها…كل يوم يرسل لها رسالة يبثها حبه.. ويخبرها عن عذابه وعن انه يحبها كثيرا وانه آسف إذا كان قد
    غضب ذلك اليوم وقال مالم يجب انه يقله.. ولكنه فعل ذلك فقط لأنه كان خائفا أن يفقدها.. وانه يحس انه صار يفقد عقله وانه يتصرف مثل فتى مراهق ولكن فقط لأنه يحبها.. لم تكن ترد على رسائله أو تتجاوب معه
    ولكن كلما تراه تتمنى أن تذهب إليه وتخبره إنها تحبه
    الحلقة السابعة
    لم تعد تحتمل هذا الوضع .. وقررت أن تذهب إليه ليناقشا بموضوعية
    ما يجب عمله.. بعد العمل ذهبت إلى مرسمه وجدت سيارته في الخارج
    فرحت انه موجود في مرسمه طرقت الباب وانتظرت لم يفتح لها الباب
    دارت حول المرسم وجدت الشباك مغلقا انتابها قلق عليه ربما هناك شئ حادث له.. أخرجت مفتاح كان قد أعطاه لها يوما للمرسم واحتفظت به.. دخلت وجدت المرسم معتم ورائحة الكحول والدخان تملأ المكان تقدمت إلى الداخل.. سمعت صوت تنفسه .. وجدته نائما على الأريكة.
    هزته من كتفه فتح عيناه نظر أليها ثم أغمضهما مرة أخرى. ثم فتحهما على اتساعهما وقطب حاجبيه.. ثم هذا رأسه أداره إلى الجهة الأخرى واستمر في النوم.. هزته مرة أخرى نادته باسمه … قفز واقفا
    أخذها بين ذراعيه وهو يردد هل هذه أنت أم أنني أتخيل انك أنت..
    تملصت منه رفع ذراعيه في الهواء مستسلما ومعتذرا.. بأنه أخذته حين غرة.. وسوف لن يفعل ذلك مرة أخرى.. أشار لها انه ذاهب إلى الحمام
    وذهب .. فتحت هي الشباك ليتسلل الضوء إلى الغرفة ليكشف عن فوضى عارمة
    وزجاجات خمر و أعقاب سجائر في كل مكان..بدأت في جمع الزجاج وترتيب المكان و تنظيفه.. خرج من الحمام والماء يقطر من شعره
    أحضرت له قهوة. وقالت له : أتيت لنتحدث فيما بيننا و نحاول أيجاد حلول.. لان ترك الأمر معلقا هكذا ليس من مصلحتك أو مصلحتي..
    هز رأسه بالإيجاب..
    قالت له: ها أنني أرى انك رجعت مرة أخرى للخمر..
    أضاف بسخرية وكل الأشياء الأخرى شكرا لك..
    قالت له: على رسلك.. أود أن أخبرك فقط إنني أتيت إلى هنا
    لنضع حدا لما تفعله…لم اعد أطيق هذا الوضع.. وارى انك
    أيضا لم تعد تطيقه.
    أنا احبك كثيرا لكن لا أمل لهذا الحب فأنت متزوج.. ولذلك علينا إيجاد صيغة جديدة لهذه العلاقة.. وأنا اقترح أن ننسى ذلك الاعتراف ونعود إلى ما قبله..كما كنا نلتقي ونتحدث كأصدقاء.. على أن تلتزم أنت بعدم
    ذكر انك تحبني ولا تنظر إلى إلا كصديقة وأخت..
    نظر إليها مطولا وكأنه يقلب الأمر ثم هز رأسه وبجدية قال لها موافق..
    سوف لن أخبرك كم احبك وكم أنا معذب وسعيد في آن واحد بهذا الحب الذي تريدينه أن يكون اخويا ألان.. وسأحاول جهدي أن أكون عند حسن ظنك.. أضاف ضاحكا ولكن فقط لا تمنعينني من أن انظر إليك..
    قالت له: أتمنى أن تكون جادا لان هذا هو المخرج الوحيد.. ولا تنسى.. يجب أيضا ألا ترسل لي أي رسائل كالتي ترسلها لي في السابق..
    رفع يديه علامة الاستسلام الكامل.. كل ما تريدينه يا عزيزتي…
    فقط يجب أن أخبرك للمرة الأخيرة كيف انك تعاملتي معي بقسوة لا استحقها.. وكيف عذبتنني وتفننتي في تعذيبي.. وكيف أحلتي حياتي إلى جحيم.. أن تبتري هذا الحب دون مقدمات لفعل في غاية القسوة..
    كان يجب أن تناقشي معي الأمر لأنني طرف في هذه العلاقة التي قامت بموافقة ورضى الطرفين.. ذهابك هكذا لم يكن أخلاقيا…وأنت تتحدثين عن المبادئ والمثل.. كان حريا أن تتمثلي بها في المستوى التطبيقي..
    قالت له: لم يكن هناك مخرج آخر لي غير أنني ابتر هذه العلاقة
    أنا لا أستطع أن أتصور كل مثلي وقيمي سأتنازل عنها هكذا!
    هل تظن أنني كنت سعيدة بما افعل؟.. لا لم اكن سعيدة ولكن أنت رجل أتى في حياتي في زمنه الخطأ.. فأنت متزوج وأنا يستحيل أن أكون زوجة ثانية.. أو امرأة أخرى..
    الحلقة الثامنة
    بدأت اللقاءات تتباعد.. وصار لا يتصل عليها كثيرا مثل من قبل
    تنفست الصعداء ولكن ليس طويلا.. صار مرة أخرى يظهر في كل الأماكن التي تذهب إليها.. وصار اكثر غيرة عليها.. وكثير ما يتصرف بخشونة مع رجال حولها يظن انهم يريدونها.. وإذا وجدها تتحدث مع أحد بصورة خاصة.. يتصل عليها هاتفيا ويوبخها على عدم مراعاة شعوره
    وانه لو كان سيعرف إنها تبحث عن رجل آخر لم وافق على هذه الاتفاقية.. وقال لها الاتفاقية ألا أقول لك إني احبك ولكن هذا لا يعني
    أن تقيمي علاقة أخرى. بذلت جهدا خارقا .. لتبين له إن الاتفاقية ألا
    تكون لديهما علاقة حب .. والغيرة عليها أيضا جزء من الحب..
    ولكن لا يسمع.. وأستمر في الجلوس بعيدا ومراقبتها… يوما تجاهلت هاتفه أتى واخبرها.. إن هاتفك يرن لماذا لا تردين لم تعرف ماذا تفعل معه
    ذهبت إليه توسلت إليه أن يتركها في حالها لكنه لا يسمعها… صار مرة أخرى يتصل عليها يوميا.. ولكن يتحدث في مواضيع مختلفة..
    لم يعد يرسل رسائل يبثها حبه..ولكن دائما يطالبها بان تأتي إلى زيارته
    بدعاوى مختلفة تارة ليريها كتاب.. تارة أخرى انه اكمل لوحة يريدها تعطيه رأيه فيها قبل تعليقها في معرضه.. أو انه مريض..فكان ملتزما بالاتفاقية.. ولكن كانت تحس بأنه يحاصرها..مرة دون مناسبة اخبرها
    إنها عندما تتحدث إلى شخص حدده دمه يفور.. قال لها انه يحبك
    أستطيع أن أرى ذلك جليا.. يجب ألا تتحدثي معه مرة أخرى..
    قالت له غاضبة: انك ليس في مركز أن تخبرني مع من أتحدث ..
    قال لها متوعدا: لا تقولي أنني لم أحذرك..ولا عذر لمن انذر..
    لم تهتم بما قاله..ليأتي يوما إلى ندوة ليشتبك معه وكادا أن يشتبكا
    بالأيدي لولا تدخل البعض..وكانت هي الوحيدة تعرف السبب
    وفى اليوم التالي ذهبت إليه في المرسم.. أخبرته خلاص هذا حدي معك
    أرجوك دعني و شأني لم اعد احتمل..
    قال لها غاضبا: لقد أخبرتك أن تبعدي من هذا الشخص ولكن أنت تريدين إثارة غيرتي.. انك تستمتعين بعذابي وإظهار انك مرغوبة..
    صرخت فيه مستنكرة: أنا افعل كل ذلك.؟! لماذا أتثير غيرتك؟!
    ولماذا أعذبك ؟! يبدو إن الأشياء التي تتعاطاها قد أثرت عليك.. وصارت أحكامك مغيبة مثل عقلك..
    مسكها من يدها بشدة وقال لها: اسمعيني جيدا إياك وإياك أن تتحدثي عما أتعاطاه مرة أخرى.. أنت مجرد صديقة وليست زوجتي..ألم تقولي هذا ملاين المرات.. وصار يعيد ويكرر هذا.. عندما لم تجد ما أتت من اجله تركته وخرجت باكية,, لحق بها في السلم أرجعها إلى المرسم..
    جلس قبالتها مسح دموعها وعدها انه سيكون كما تريده فقط تكف عن البكاء.. و اعتذر لها وطلب منها المغفرة.. وقال لها: فقط لاني احبك
    لذلك أتصرف بجنون.. بصوت مسكين أضاف لا أدري ماذا افعل معك.. ليتني مت لترتاحي مني.. نظرت إليه بحنو وقالت: بعد الشر
    لماذا تقول هذا.؟. فقط أريدك أن تكون موضوعيا..أن تحترم رغباتي
    أخبرتك لا يمكن أن اعمل في منظمة لتنمية المرأة ثم أكون امرأة أخرى
    هذا ضد كل ما آمنت به حياتي كلها وسخرت زمني وحياتي له..
    أرجوك تفهم موقفي..قال لها: يشهد الله أنى أحاول قصارى جهدي
    حتى أكون عند حسن ظنك.. ولكن تصرفاتك تقتلني وتخرجني من صوابي.. فقط أرجوك أن تبعدي عن ذلك الشخص.. لأجلي
    إذا كانت لديك معزة لي كما تقولين..وعدته بأنها ستفعل.. ولكن كانت تعرف أن هذا الطلب لن يكون الأخير…
    _________________
    الحلقة التاسعة
    قال لها: وأنا ألا ترين كيف صارت حياتي ؟؟لماذا تكثرين من الشكوى
    وتكررين مبادئي مبادئي؟!,, كيف أنا أليس لي مبادئ أو قيم؟!.. أنا رجل متزوج لم أخن زوجتي قط.. ألا ترين كيف صرت بفضلك رجل خائن؟
    من قبل كانت زوجتي إذا اتهمتني بشيء أو ألمحت إلى شكوك .. كنت اهد المنزل على رأسها.. واغضب من أعماقي أما ألان فقط اصمت واذهب لانام أتدرين لماذا؟ لان ما تتهمني به حادث لأنني احب غيرها.. وأنا رجل صادق مع نفسي والآخرين.. ألان صرت رجل خائن وكذاب.. من قبل
    أن تظهري أنت في حياتي كنت احضر إلى منزلي كأي رجل محترم
    محملا بالبندورة و الخبز والحلويات للأطفال.. وكنت اعتنى بالصغيرة
    لحين أن تعد زوجتي الطعام.. أما ألان فلا اذهب إلى منزلي بعد فراغي من عملي.. بل احضر هنا لانتظرك تأتين… وبعد أن توقفت عن التدخين
    والخمر حتى أكون أبا جديرا بهذا اللقب عدت للتدخين والخمر..
    بعد كل هذا لا أجد منك شيئا غير الصد والتأديب افعل هذا
    لا تفعل هذا قل هذا ولا تقل هذا.. فقط أنا لا أجيد الشكوى..
    والحديث عن المبادئ والقيم ولا أرمي اللائمة على الآخرين كما تفعل واحدة اعرفها..يجب أن تفهمي أنني غير سعيد بهذه العلاقة.. وأنني يشهد الله حاولت مرات ومرات أن أتركك لمبادئك وقيمك.. لكن اعترف أنني ضعيف جدا أمامك.. لا ادري ربما إذا كانت علاقة سوية و أنت استجبتي لحبي.. ربما كنت ألان اتخذت قرار الابتعاد.. ولربما كانت ستكون لي المقدرة على تركك.. ولكن هذا الكر والفر "يجهجهني" كثيرا
    ويجعلني عاجزا تماما.. عن اتخاذ أي قرار..أنت تعطينني اشارات مختلفة
    ومختلطة.. حددي ألان هل حقا تريدينني أن أتركك؟
    الحلقة العاشرة
    نظرت إليه برجاء.. قالت له نعم. أريدك أن تتركني.. نظر إليها بحزن
    وقال لها: سألتزم بذلك رغم أنني افضل الموت على أن افعل ذلك..
    و فتح لها الباب وصافحها و ذهبت هي اغلق الباب.. وجلس يبكي على الأريكة..انتابته نوبة عارمة من الغضب..كسر كل الأشياء في المرسم
    ..وكان يردد أنها لا تستحق أن يحبها لقد استهانت بحبه تجاهها لاجل مبادئ وسخافات و ماء وجه أمام الناس . تبا لها من منافقة و قاسية شريرة.. لا قلب لها..وكان يقول لنفسه استحق كل ما حدث لي ما كان لي أن أحسسها أنها مهمة في حياتي.. النساء هكذا يجب فقط معاملتهن معاملة المراحيض لا غير.. وعدم احترامهن أو تقديرهن أو النظر إليهم بانهن مساويات لنا في الحقوق والواجبات. تبا لها الساحرة الشريرة..
    السحاقية التي لا قلب لها..سوف ألقنها درسا لن تنساه. إذا عادت مثل المرات السابقات لا تلومن إلا نفسها…وصار يتخيل سيناريوهات عودتها له وماذا سيفعل بها وكيف سيعذبها ويأدبها ويحسن تأديبها اللعينة القاسية..افرغ جام غضبه عليها وعلى اليوم الذي وقع نظرها عليه
    ثم تمدد على الأريكة بعد أن أخذ عدد من الأقراص المهدئة ابتلعهم بزجاجة بيرة و كوب من الويسكي.. وراح في سبات عميق..
    الحلقة 11
    هي بعد أن اغلق الباب جلست على عتبات المرسم و بكت بكاء مرا
    كم تحبه وكم ستفتقده.. وستكون تعيسة طول العمر وهي بعيده عنها..
    وبدأ عقلها وقلبها في الاصتراع قلبها يريده ويحبه ويهفو إليه عقلها يرفضه
    ويؤنبها ويذكرها بالمبادئ و التنظير الذي تعيش عليه ألان وتعمل له لأجله.. كيف سيكون حالها إذا تزوجته زوجة ثانية أو رضخت لرغبته لتكن عشيقته سرا .. ستكون خاسرة في كل الاحوال حتى لو لم يعرف الناس .. ستفقد نفسها و تصير شخصا جديدا… وقلبها يقول لها : ستكونين سعيدة وتجدين من يحبك كل هذا الحب .. والحب تضحيات
    يجب أن تضحي لأجله بهذه المبادئ ما نفعها إذا كانت تحرمك السعادة
    لماذا يعيش الإنسان؟ يعيش الإنسان ويبحث عن السعادة فكيف تركلينها
    بقدميك لتعيشي تعيسة.. انبعثت من داخل المرسم أصوات تكسير
    وعرفت انه يمارس هوايته بان يعبر عن غضبه بتدمير ممتلكاته المادية فهي تذكر يوم رفضت أن تركب مع السيارة فركل المصباح الأمامي و أطاح به.. وقاد سيارته بجنون.. حتى خافت عليه و اضطرت أن تتصل به رغم أنها قررت ألا تفعل ذلك.. مسحت دموعها وذهبت ومازال قلبها وعقلها في عراك… ترى تفاصيل حياتها معه فتهفو إليه.. محادثاته
    التلفونية الطويلة التي يحكي لها كل ما فعله ذلك اليوم بالتفاصيل المملة
    و يحدثها عن رسوماته وعن عمله.. وتحن إليه والى رؤيته.. وتذكر كل التفاصيل حتى اللحظات التي كان يتعسها فيها عندما يداهمها بغيرته المجنونة وكانت مرات تبكي لما يفعله لها.. حتى تلك اللحظات التي تظن أنها كانت فيها تحس بالتعاسة تذكرها بكثير من الحب.. وتتمنى أن يعود اليها.. مرات تقسم انه لو عاد لها ستقبله وترضخ لما يريد ستترك عملها وتتبعه.. فقط لو يعود..و أحيانا تحس أنها اتخذت القرار الصحيح.. تذكرت مسرحيات عصر النهضة عندما كان الواجب ينتصر على الحب.. أحست بإحساس
    جديد لهذه الصراعات الدرامية.. وجدت نفسها في نفس المحك الحياتي
    فهل يا ترى هذا القرار صائب.؟ قررت أن تشرع في الدخول في علاقة عاطفية فتتداوى بالتي كانت هي الداء لا يمحو الحب إلا الحب..
    كان هناك شاب يتقرب لها وكانت تستلطفه كثيرا.. ولكن كانت حذرة معه بسبب علاقتها الأخرى.. بالفعل استجابت له. صار تخرج معه هنا وهناك.. ولكن دائما تتوق للآخر دائما تقارنه به..دائما يقول لها : انا أحس انك بعيدة عني.. كانت ترد ضاحكة كيف ؟!ها أنا ذي اجلس قربك يقول لها: أنت تعرفين ما أعني..لا أحس بك قريبة هل هناك مشكلة؟.. هل العيب فيّ؟ قالت له : أبدا ربما العيب فيّ أنا.. ولو أنني لا أرى هناك أي مشكلة.. لم تستطيع أن تتجاوب معه لان الآخر دائما
    في خيالها. تفتقده تحن إليه بل تحبه بغير حدود..تريده أن يرجع لها
    ….
    لم يعد يذهب إلى الأماكن التي تذهب إليها مرت شهور لم تراه
    إلا أن دعاها رئيسها في العمل يوما لاجتماع مصغر في لجنة أعدت لثقافة الطفل… عندما ذهبت فوجئت به جالسا مع رئيسها في المكتب..
    قدمهما رئيسها لبعض لم تقل أنها تعرفه ولم يقل هو ..جلس في قبالتها
    نظر إليها لبرهة التقت نظرتهما..أحست بدواخلها تمور .. مازال لديه تأثير كبير عليها.. هناك احمرار في عينيه عرفت انه مازال يشرب الخمر
    ابتدرها رئيسها قائلا سيقوم محمد بالعمل مع لجنتكم بشأن مراجعة الرسومات إذ أن شركتهم ستقوم بطبع الكتيبات.. هل يا ترى هذه واحدة من ألاعيبه؟… هل يحن إليها كم تحن إليه؟ وتحين هذه الفرصة حتى يراها ويكون على اتصال معها؟ أم انه لا يعرف إنها في هذا المشروع..
    قال لرئيسها: للأسف ساكون خارج البلاد في شهور الصيف
    ولكن سأرسل أحد من الشركة ليتابع معكم..ونتمنى أن نكون عند حسن الظن..
    قال لها رئيسها: ولكن الاتفاق أن تقوم أنت بالذات بالإشراف..
    رد محمد: نعم ساكون أنا المشرف ولكن سيكون هناك وسيط.. لأنني مرتبط بهذا البرنامج الصيفي.. ولا أستطيع تأجيله..وعلى العموم نتمنى أن يتم هذا العمل بأحسن ما يكون..فأننا نقدم الأحسن دائما.
    الحلقة 12
    خرج دون أن ينظر إليها. أحست بحزن وقهر عالي.. تجاهلها كأنها لم تعني له يوما شيئا..تذكرت كيف كان يقول لها إنها أهم شئ في حياته وأن وجودها في حياته أضفى عليها معنا ورونقا..ألان صارت لا تعني له شيئا.. استهان بحبه لها..رغم أنها تعرف أن هذا خيارها إلا أنها كانت تود لو فقط عاملها بلطف..من اجل ما كان بينهما.. أحست بصداع قاتل
    قررت أن ترجع إلى البيت..في الصباح عندما أتت إلى المكتب وجدت
    فتاة في غاية الجمال والأناقة في انتظارها.. عرفت نفسها بأنها أتت بناء على رغبة محمد حسن وستكون هي الوسيط بينه وبين المنظمة.. مادت الأرض بها.. لقد وصلتها الرسالة واضحة..أحست بنوبة من الغيرة
    نظرت إليها بعين فاحصة تود أن ترى عيبا فيها ولكن لم تجد سوى فتاة في غاية الجمال..غاص قلبها.. قالت لها الفتاة أسمى نهى على
    وسأكتب كل المقترحات لاسلمها إلى محمد حسن.. لنرى كيف يمكن أن نساعدكم.. كانت الفتاة في غاية اللطف.. فجأة علت نغمة السرنيد.. بحثت عن هاتفها ضحكت نهى وافتر ثغرها عن ابتسامة جذابة وقالت هذا هاتفي غريب أن يكون لدينا نفس النغمة..لم تبتسم أماني بل ابتأست.. لان من كان على الهاتف هو محمد … وكان يتحدث
    مع نهى التي كانت تؤمن على كل ما يقول.. ثم انتهت المحادثة دون أن يطلب محادثتها.. اغتمت أحست بكراهية طاغية لهذه الفتاة..التي قالت لها: محمد يقول انه يريد المقترحات كلها خلال أسبوع لانه سيسافر نهاية الأسبوع..ولذلك قال: انه يجب أن نعمل بكل جهد حتى نكمل المشروع.. لاذت أماني بالصمت.. أحست بأنها تريد أن تذهب
    حالا.. ذهبت إلى رئيسها وأخبرته أنها مريضة منذ الأمس وتود لو أعفيت من العمل في المقترحات.. ولو انه يمكن ترشيح شخص آخر..
    لأنها ستذهب إلى الطبيب و سيد محمد يريد المقترحات في خلال أسبوع.. نظر إليها رئيسها وقال لها هذا مشروعها عملت فيه بجد
    كان يتمنى أن تقم بالعمل هي ولكن ما دام الأمر انك مريضة فسنرشح أحد الزملاء.. خرجت أماني إلى منزلها..دون أن تذهب إلى نهى لتخبرها أنهم سيرشحون شخصا آخرا.. وطول الطريق كانت تفكر هل يا ترى لنهى علاقة مع محمد؟ وهل محمد أرسلها لها قاصدا إثارة غيرتها
    أم أنها محض صدفة..أحست إن الدنيا تضيق عليها..
    الحلقة (13)
    لم تستطع النوم.. ورفضت الطعام .. استلقت على السرير
    وصارت أفكارها مثل كرة" البنق بونق" وداهمها سؤال
    هل ستكون اسعد حالا إذا كانت قد رضخت له؟!.. ها هي
    تتعذب وهى بعيدة عنه ومنتصرة لمبادئها.. لماذا لم تحس بنشوة
    الانتصار؟ لقد سيطر عقلها على قلبها تماما ومضت شهور لم تراه
    هل ذلك اللقاء كان بمثابة الحجر الذي بدد سكون وجه البحيرة؟
    ونامت وهى تحس بتعاسة شديدة.. في الصباح قرت أن تتحدث معه
    في هذا الأمر.. وكيف يمكن أن يحتفظا فقط بصداقتهما دون التزام تجاه
    الآخر.. لان هذه المقاطعة لا تجدي . وتطيل العذاب دون جدوى. كل ما تريده منه أن يكون عاديا معها..وألا يتجاهلها ..قررت أول شئ تفعله أن تخبر الآخر أنها لا تستطع أن تستمر معه في هذه العلاقة.. فهي تحس بأنها خانت قلبها بعلاقتها الأخرى هذه .. واكتشفت أن مقولة لا يداوي الحب إلا الحب وهم كبير… فكيف تبكي على كتف الآخر من تحبه. وتحس بعدها بأنها ليست خبيثة وان سلوكها هذا سلوكا أخلاقيا..
    ما كان يجب أن تبني علاقة على أنقاض أخرى..وتتصرف بردود الأفعال.. فهذا ليس أمرا عادلا للطرف الآخر. إذا كان يحبها بصدق وهى لا تستطيع أن تحبه بصدق… أحست بقلبها يخف من أثقاله..
    اتصلت بالرجل الآخر طلبت مقابلته في الظهر.. وعندما حضر
    قالت له إنها وجدت أن علاقتها معه غير عادلة بالنسبة له.. وأنه رجل رائع ولكن أتى في زمن خطأ بالنسبة لها.. وأنها كانت قد خرجت من علاقة فاشلة ومحبطة وظنت أن علاقته معها ستزيل الألم الذي تحس به
    ولكن بعدها اكتشفت الخطأ وأنها لا تستطيع أن تخادعه..ولذلك ترجو أن يسامحها أن كانت غير واضحة معه.. نظر إليها طويلا ثم قال لها شكرا على إخطاري بذلك.. ووداعا..أحست ن هناك جبل حط عن كاهلها..
    ثم بدأت تفكر كيف تخبر محمد بقرارها هذا..
    الحلقة(14)
    فكرت كثيرا كيف سيكون هذا الحوار.. فهي ألان صارت غير متأكدة من عواطفه نحوها.. ربما سيرفض أن تكون لديه علاقة معها.. خاصة إنها كانت التي طلبت منه أن يبتعد عنها.. وكان هذا خيارها هي..
    وصلت إلى العمل ناداها مديرها سألها كيف الصحة ألان؟
    قالت له بخير.. قال لها يجب أن تتصلي بمحمد حسن قبل سفره
    إذ إن هناك تعديل في المقترحات وهو سيسافر بعد يومين..
    واخبرني انه سيقوم بتسليم الاسكتشات الأولية غدا.. وأريدك ألان أن تتصلي به لتخبريه أن هناك تعديلات في المقترحات حتى يضعها في الحسبان..أهذا القدر يلعب لعبته؟
    أدارت رقمه بقلب واجف أتاها صوته الحبيب.ز أحست بإحساس
    جميل كم مر من الزمن منذ أن سمعت صوته في الهاتف.. صمتت
    أتى صوته الو؟
    قالت له بلهوجة حسن أنا أماني.. ران صمت ثم أتى صوته متسائلا: خير!
    لمست بعض البرود ولكن قبل ان تخنها شجاعتها أو تتغلب عليها كرامتها
    المتضخمة… قالت له: خير كنت أريدك في أمرين أمر يخص العمل أمر خاص.. صمت.. اها معك؟
    اخبرني المدير أن هناك تعديل في المقترح يود لو تفضلت بأدراجه..
    رد حسن: اوكي أرسلوا لنا التعديل قبل الواحدة..
    ثم؟
    تلعثمت وبدى صوتها مسكينا.. أود أن أتحدث عما بيننا..
    قاطعها: ما بيننا؟! لا اعتقد أن هناك بيننا ألان بناء على طلبك..
    قالت له: فقط أود أن نتحدث عن كيفية التعامل بيننا ألان بعد أن صرنا نعمل معا..الطريقة التي تعاملني بها تورثني كثير من الألم..ولذلك وددت لو تحدثنا عن صيغة جديدة للتعامل.. صمت ثم تنحنح.. وواصلت
    هي :فقط يا حسن لو كففت عن تجاهلي ساكون احسن حالا
    قاطعها: عزيزتي هل أنا "فارش نبق" أم ماذا؟ على ما أذكر انك قلت لي أن أتركك في حالك.. وتركتك في حالك ألان لا تريدينني أن أتركك في حالك.. انسابت دموعها في صمت اختنق صوتها: كنت اعتقد أن لدي خاطر عندك..رق قلبه تمني لو كان قربها ليمسح دموعها..أحس كم هو لعين في لحظة مثل هذه وهو يريد أن ينتقم مما فعلته له.. هاهي تريد
    أن تتحدث معه وهو لا يتذكر إلا الألم الذي سببته له.. اعتور صراع
    كبير في نفسه.. إذا قال كلمة خطأ ربما تكون النهاية فهو لا ينكر انه يحبها اكثر من أي شئ في هذا العالم.. وانه يفتقدها ومنذ أن تركته
    يحس بشرخ كبير في داخله.. ولكن يجب ألا تعلم أن لديها اليد الطولى.. يجب أن تتأدب قليلا ما دام هي التي بدأت هذا الحوار.. قال لها: تعرفين أنني مسافر بعد غد.. كما أنني مشغول ألان..هل يمكن تأجيل الحديث هذا لحين عودتي..؟ ران الصمت لدقائق احسن بكرامتها المهيضة تستصرخها قالت له: أنا آسفة جدا..إذا كنت شغلتك عن عملك.. سأرسل لك المقترحات قبل الواحدة.. أنهت المكالمة.. ضرب بهاتفه
    عرض الحائط وجلس على الكرسي منهارا..هو دفن رأسه بين يديه
    وبكى ..وهي جلست على كرسيها وانسابت الدموع على خديها مدرارا
    أحست أن العالم قد أتى إلى نهايته.. إذن لم يعد يحبها.. الذي راعها أنها غير غاضبة عليه بل على نفسها..كيف أبعدته؟
    _________________
    الحلقة(15)
    جلس منهارا لا يعرف ماذا يفعل.. لماذا يقل لسانه ما لا يحس به
    لماذا لم يخبرها انه يريدها ويتمنى أن يصلا لحل يرضي الطرفين.. لماذا لم يتجاوب معها وهو يعرف أن تتخذ خطوة الحديث معه في هذا الأمر
    تطلبت منها كثير من الشجاعة.. لماذا صدها بهذه الطريقة.. قد كان طيلة الفترة السابقة يحلم بهذه اللحظة ويتمناها.. تبا لخراقتي ما كان لي أن أصدها هكذا..؟ اخبر سكرتيرته أن ترجئ الاجتماع إلى الغد لأنه سيخرج ألان.. ركب سيارته ونهب بها الأرض نهبا حتى لا يغير رأيه
    ولا يستمع إلى ذلك الصوت الخافت الذي يطلب منه عدم اتخاذ هذه
    الخطوة..دخل إلى مكتبها وجدها جالسة على كرسيها وغارقة في التفكير ويبدو الحزن عليها.. تقدم منها قال لها أرجو أن تعذريني وتتفهمي موقفي.. لم اقصد أبدا الإساءة إليك..افضل الموت على أن اقف منك هذا الموقف.. اعتذر لك عن برودي وخراقتي .. نظرت إليه تهلل وجهها
    ولسان حالها يقول المهم انك قد أتيت وأنا غير غاضبة منك بل من نفسي..دعته للجلوس.. نظر إليها طويلا وسألها محاولا ألا يكون ساخرا :عما هو مشروعها الجديد بخصوص الذي "بيننا" مادام أنت الوحيدة التي تشرعين وتعدلين كيفما يحلو لك وقتما يحلو لك.. صمتت لبرهة لتجمع أفكارها و لتبتلع الاتهام بانها من يقرر..قالت له: المسالة أنني لا أريد أن أكون معك في حالة خصام.. أي هناك إمكانية أن تقوم علاقة
    صحيحة يسودها الود والاحترام.. ولكن عندما يكون هناك برود وتجاهل
    تكون مثل الخصومة.. وأنا لا أريد ذلك.. حد أدنى من التعامل السوي
    أي تكون صداقة و إخاء.. نظر إليها طويلا هز رأسه.. وقال: هلا أبدا يا عزيزتي سمعت بعلاقة حب تحولت إلي صداقة؟ من المعروف إن الصداقة تتحول إلى حب ولكن الحب لا يتحول إلى صداقة.. يا عزيزتي انك تحتاجين لقديس وأنا ليست قديسا.. ما أريده أنا لاحظي ما أريده أنا هذه أول مرة أريد شيئا.. دائما الأشياء في السابق ما تريدينه أنت….فأنا لا احب جرجرة الأشياء وهذا ليست من المصلحة لكلينا.. إما ترجع العلاقة كما كانت أو تنتهي ألان… اني خيرتك فاختاري
    الحلقة (16)
    نظرت إليه مليا.. وفكرت أنه يريد أن يلوي يدها.. قالت له يبدو انك قد فهمت دوافعي خطأ؟ أنا فقط أريد حدا أدنى من التواصل خاصة أننا نعمل معا.. نظر إليها قال لها: أنا حذرتك من وضع الشروط.. أكرر لك إني خيرتك فاختاري أن تنتهي هذه العلاقة ألان.. أو ترجع كما كانت.. لا وقت لدي لهذا التلاعب بالعواطف… نظر إليها.. عرف
    انه يلعب (الروليت الروسي) وخشي من مغبة ذلك أن تكون الطلقة
    ألان في الخزانة وتصيبه من مقتل…قال لها :اوكي يا عزيزتي فالنرجئ هذا
    النقاش إلى حين عودتي من رحلتي.. أعطيك وقت كافي للتفكير حيث
    أنني ثابت على هذين الخيارين لا ثالث لهما..فكري جيد واخبريني بقرارك
    حين عودتي.. ألان على أن اذهب لدي كثير من الأشياء يجب عملها قبل سفري.. سكتت ثم سألته: متى ستعود ؟
    قال لها: بعد شهر تقريبا..
    قالت له: حسنا إلى اللقاء إذن.. صافحته و غادر . وتركها نهبة للأفكار
    هاهي مناورتها معه ترميها في مفترق الطرق…ماذا لو كان جادا بشأن هذين الخيارين.. ماذا ستفعل هي هل إذا رفضت خيارته هذه ستتحمل أن تفقده إلى الأبد؟ أم ترضخ لرغباته.. ولكن ماذا يقول الناس عنها أو بالأحرى كيف ستقبل لنفسها هذا الوضع… بالتأكيد لن تتزوجه
    ولكن ستكون لديها علاقة سرية معه.. إلى متي ستكون هذه العلاقة
    بهذه الصورة.. ماذا لو قدمت تنازلات أخرى؟ كيف سترى نفسها
    وكيف ستكون مرتاحة الضمير وهي تشارك امرأة أخرى رجلها..
    وهى التي تكتب وتحاضر في وضعية المرأة وفى كل مكان تقول أن الإسلام ظلم المرأة عندما حولها مطية لرغبات الرجال و ملهاة لإسعادهم.. وكم من مرة وقعت في عرائض تطالب بها أن يمنع الزواج الثاني للرجل.. كما أنها كتبت ورقة بحثية عن الجنح و تحدثت فيها أن الزواج الثاني يدمر الأسر . ويحول الأب إلى أب مؤقت.. وقدمت تعريفا للأسر المدمرة
    إذ كان فقط تعرف فقط بغياب الزوج بالطلاق. فعدلته إلى إذا كان الزوج غائبا كليا أو جزئيا بتعدد الزوجات.. وكتبت بما أن هناك قاعدة فقهية تقول لا ضرر و ضرار فيجب على الحكومة سن قانون يمنع التعدد.. حتى يقل عدد الجنح القادمين من بيوت مدمرة..إذ أن الأسرة المستقرة هي لبنة لبناء المجتمع السليم المنتج السعيد..فها هي تجد نفسها في هذا الموقف.. فهي أبدا لن تتزوجه ولكن هل تقبل أن تكون عشيقته؟

    الحلقة(17)
    ناداها رئيسها ..في الغد طلب منها أن تذهب إلى المطار مع السائق
    لإعطاء محمد حسن بعض الأشياء التي طلبها..ولم تصدق ما تسمع
    كل الطرق صارت توصل له.. ذهبت مع السائق إلى المطار.. في صالة
    المغادرة رأته يقف مع شخص.. ذهبت إليه حياها بفرح حقيقي أعطته المظروف وقبل أن تذهب أتى طفل في الرابعة وتعلق بساقه وناداه بابا
    لاول مرة ترى أحد أطفاله .. وركض الطفل مرة أخرى تابعته بنظرها
    وقف أمام امرأة في غاية الجمال ترتدي طاقم ببنطال"جينز" أنيق ..
    تابع نظرها وقال لها تعالي أعرفك بزوجتي..ذهبت معه مثل المنومة..
    قدمها إلى زوجته بأنها تعمل في المنظمة التي يرسم لها كتبها..
    حيتها زوجته بصورة جميلة.. وتحدثت معها لبرهة عن المنظمة
    نظرت أماني إليها.. رأت امرأة في غاية الجمال تبدوا مثقفة ..
    ما لذي ينقص هذا الرجل ليبحث عن علاقة أخرى؟
    قد كانت تتخيلها امرأة سمينة وغير مثقفة تهتم بالبيت والأطفال
    ولكن من رأتها امرأة في غاية الجمال إذا قارنتها بنفسها لن تكون النتيجة لصالحها..فلماذا يا ترى يريدها؟
    استأذنتهم في الذهاب وتمنت لهم رحلة سعيدة.. تبعها إلى خارج الصالة
    نظرت أليه وقالت له لماذا؟
    زوجتك في غاية الجمال واللطف.. قال لها: زوجتي وردة صناعية وأنت
    وردة طبيعية أراك بعد شهر و أتمنى أن تقومي ما قلته لك سابقا واعلمي انك ستكونين في قلبي دائما..
    نظرت إليه وارتج عليها القول.. طيلة الفترة السابقة تتعامل معه بمعزل عن أسرته.. ألان رأت أسرته تغيرت رؤيتها له ولأشياء كثيرة..
    لم تكن أبدا تظن أن زوجته في غاية الجمال والحداثة.. كانت تظنها
    تقليدية ومملة ولا تتحدث إلا عن الطبخ والأطفال و أخبار الجيران..
    ولذلك هو كان يبحث عن امرأة تحاور عقله.. فوجدها هي ..
    وحاول أن يطوقها بحبه حتى تكون له.. ولكن زوجته امرأة متعلمة ومثقفة وراقية وفوق هذا وذاك جميلة..فجأة تذكرت انه أبدا لا يتحدث عن زوجته معها.. غير مرة اخبرها إنها إذا حاصرته أو ألمحت انه يرى امرأة أخرى كان يهد المنزل على رأسها.. هذا يعني أن زوجته غيورة ..
    هل يا رب انه يهرب من حصارها له.. أم حقا انه قد وقع في حبها هي..
    حست بتأنيب ضمير .. وبحزن شديد على انها وجدت نفسها فى هذا الموقف.. وداهمها سؤال لو ان زوجته كانت قبيحة وتقليدية
    فهل كان هذا سيغير في شئ.؟. هل هذا يعطيه العذر ليبحث عن مرأة أخرى..؟ وفجأة ضبطت نفسها تفكر مثل العامة الذين دائما يجدون عذرا للرجل الذي يتزوج امرأة اخرى ودائما يلقون اللائمة على زوجته..
    ويخرجون عيوبها.. ومبررين له الزواج الثاني..فها هي تفكر بنفس هذه العقلية التي سعت عمرها كله لتغيرها…
    _________________
    الحلقة (18و)
    الوقت يمر على المهلة والأيام تتناقص وهى لا تعرف ماذا تفعل.. رأسها يكاد ينفجر.. و وتحس بضيق كبير.. قررت أن هذا اكثر من تحملها
    قررت أن تشرك شخص آخر في مشكلتها هذه لم تعد تحتملها وحدها.. فكرت أن تخبر صديقتها أيمان ولكن غيرت رأيها.. خشية أن تسرب أيمان الخبر… ولذلك قررت إخبار صديقها مصطفى .. الرجال اقدر على حفظ الأسرار ولن يستخدمها ضدها يوما.. اتصلت به .. طلبت منه مقابلتها لأمر هام.. بعد العمل حضر إليها وذهبا إلى مطعم المتحف القومي.. نظر إليها بتمعن وقال لها: ماذا هناك؟
    قصت عليه ما هو حادث .. نظر إليها بخوف وقال لها: أماني
    أتمنى ألا تكوني فعلتي ما أفكر فيه.. هل هذه العلاقة صداقة فقط؟
    نظرت إليه بغضب: لماذا احضرك إلى هنا لأخبئ أجزاء من القصة
    علاقتي مع هذا الرجل علاقة إلى الآن أفلاطونية…. كما قلت لك
    أنني احبه كثيرا.. أرجو ألا تطلب مني أن أنساه .. يشهد الله
    هذا ما أحاوله منذ فترة ولكن فشلت تماما..ماذا تفعل لو كنت في مكاني:
    تنحنح مصطفي وقال: أسمعيني جيدا.. أنت مثل أختي.. كما أنني رجل ويستحيل أكون في مكانك.. ولكن إذا أنا كنت هو لتركتك لأني متزوج
    ولان هذا يتنافى مع مبادئك.. أنا كرجل إذا كان هناك امرأة احبها قولي اعبدها.. وبقيت خلفها 100 عام وفى السنة 99 استسلمت لي..
    سأظن إنها سهلة و أحتقرها ولن أثق فيها مع غيري ولن أتزوجها.. إن المفاهيم التي تربينا عليها وتحكم علاقة الرجل بالمرأة.. هي إن المرأة الشريفة هي التي تحافظ على عذريتها.. حتى إذا تزوجها عشيقها سيحس كمن لبس ملابس العيد قبل العيد..ولذلك أحذرك من الوقوع مع هذا الرجل في علاقة غير مفهومة..لأنك في هذا المجتمع ستكونين أنت الخاسرة الوحيدة..الرجل هنا دائما يكسب وأنا رجل أقول لك هذا.. من يحمل معول التغير في الحفر لمفاهيم مترسخة آلاف السنين يدفع ثمنا غاليا..
    و اعذريني إذا قلت لك أنني فقط ارى في هذه العلاقة رغبة جنسية فوارة
    لا اكثر.. كان يمكن أن تكونا أصدقاء فقط لا غير.. ولكن هو يسعى وأنت تسعين لخطوة أخرى هذه الخطوة تغير طبيعة هذه العلاقة إلى الأبد حيث لن تكون هناك رجعة.. لديكما طريقان.. الزواج أو عدمه
    إذا تزوجتي رجل متزوج ستنهين تماما كل ما أنجزته وستفقدين مكانتك واحترام الناس لك.. الطريق الآخر أن تكوني عشيقته
    وهنا ستفقدين احترامك لنفسك أقول لك كرجل هو نفسه سيحتقرك في قرارة نفسه.. لأنك سلمتيه ما لا يستحقه … وقد يزهد فيك بعد فترة
    وتكوني الخاسرة الأولى قد لا يعجبك حديثي هذا وقد ترين أنني رجل تقليدي كما تقولين لي دائما ولكن.. هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه ولا يصح إلا الصحيح بمقاييسه..اتركي هذا الرجل يا أماني.. انه يقودك إلى الوحل..
    نظرت إليه أماني بعيون غائمة:: لا أستطيع يا مصطفى لقد حاولت
    كثيرا تركه ولكنني أكاد افقد عقلي بدونه… لا أدري ولكن قطعا الزواج لن يكون اختياري في هذا الموقف.
    نظر إليها مصطفي بدهشة وقال: تريدين أن تكوني عشيقته؟
    اكاد لا اصدق من تتحدث معي هي أماني.. التي كرست وقتها لخلق واقع افضل للمرأة.. أماني هل جننت؟
    أصدقك القول والنصح إذا رضخت لهذا الرجل ستفقدين نفسك تماما..
    ستتحولين إلى مسخ شائه. ربما يعد فترة لن تتعرفي على نفسك وستحسين بالضياع واحتقار الذات و سيؤنبك ضميرك ويجلدك وستفقدين الصدق مع نفسك والآخرين…. وأنا أتمنى أن تفكري جيدا قبل اتخاذ أي خطوة
    وأقل لك رأى إذا كان لا بد من هذه العلاقة فمن الأكرم آن تتزوجيه
    وتتركين عملك وتنزوي عن الحياة العامة.. وتكون جائزتك انك تزوجتي من أحببت..
    _________________
    الحلقة (و19)
    كادت المهلة أن تنتهي.. وهي مازالت تفكر ماذا تفعل هل تتبع عقلها
    و تتركه و تعيش من دونه حياة تعيسة .. تتبع قلبها و ترضخ له
    وقد تعيش سعيدة معه.. وربما لو عاشت معه سوف لن تكون سعيدة لان ما ستفعله ضد ما تؤمن به.. فهل تترك كل حياتها الماضية.. لتبدأ من جديد معه؟
    ما هي الضمانات أنها ستكون سعيدة ؟
    هل فعلا ما تبحث عنه هو السعادة؟
    ماهي السعادة؟ هل ستجدها معه أو بدونه..؟
    واحسن بوطأة الأسئلة .. الشيء الوحيد الذي تعرفه إنها تحبه كثيرا ولا تتخيل حياتها من دونه.. وان بتره من حياتها كأن تبتر طرف من أطرافها
    كم تقاسي لانه بعيد ولأنها لا تستطيع أن تحدد ما تريده.. هي تعرف هو
    ما تريده.. هو الرجل الوحيد الذي رغبت أن تكون معه طول حياتها..
    الرجل الذي يمنحها الفرح ويمنحها الاكتفاء والاشباع.. لم تعد تفكر إلا فيه هو..
    الرجل الذي يمكنها أن تضحي من اجله بكل شئ..
    و قررت أنها سترضخ لمطلب أن تكون معه بأي طريقة.. وأنها لن تفكر في أي شئ إلا هو..فإذا تركته سيكون هناك دائما "لو" في حياتها
    وهى لا تريد ذلك ستجرب أن تكون معه..ربما استمرت العلاقة إلى الأبد أو انتهت إلى الأبد… فقط لن تعلقها ولن تتركه.. وفكرت في زوجته..ماذا لو زوجته عرفت؟ ووضعته في موضع خيار.. ماذا لو اختار زوجته وأسرته وهذا ما يفعله الرجال دائما؟…ماذا ستفعل هي بعد أن تكون خسرت كل شئ..؟ فهل أن تبقى معه يستحق كل هذه التضحية.. الغير مضمونة العواقب.. فكرت في حديث مصطفى لها
    مصطفى رجل تقليدي ومحافظ ويحكم برؤيته هو ولكن محمد رجل تقدمي ومستنير…. وبالتأكيد مسالة غشاء البكارة و العلاقة بدون
    زواج رسمي سوف لن يتوقف عندها.. هل العلاقات الإنسانية تحتاج
    لورقة حتى تكون مشروعة؟؟.. وبأي حكم تحدد مشروعيتها.؟ فإمكانية قيامها هي التي تحدد مشروعيتها ..و كل أوراق العالم لن تغير أنها تحبه وتريده..وهو يحبها ويريدها..ولذلك قررت أنها ستكون له سرا..
    وستسعى أن تحفظ هذا السر إلى الأبد.. لآن استمرارية هذه العلاقة تقوم على ان تكون سرا..ثم أخلدت للنوم وقلبها يغرد بالسعادة..
    الحلقة (20)
    في الصباح اتصل عليها مصطفي.. وتحدث معها فيما قالته له .. وقال لها: اسمعيني يا أماني ستخرجين من هذه العلاقة خاسرة..
    قالت له: كيف اخسر وأنا تبعت من احب..
    قال لها: ألم تفكري أبدا ماذا سيحدث لو أن هذه العلاقة انتهت؟
    قالت له: أيضا علاقات الزواج قد تنتهي يا مصطفي..
    قال لها: انك تقولين انك ستكونين له بغير زواج.و أعذريني اذا قلت لك ان هذه العلاقة
    قائمة فقط على الشهوة الجنسية.
    قالت متجاهلة عبارته الاخيرة: يا مصطفي ما الفرق بزواج أو غيره الفعل واحد؟
    قال لها: كيف تقولين ذلك؟! لقد تواضع الناس على أن تكون مثل هذه العلاقات في مؤسسة الزوجية و بعقد..
    قالت له: هل يغير العقد هذا ما في القلب أو بالأحرى يؤثر عليه سلبا أو إيجابا؟
    قال لها: هذا منطق عجيب!! ارأيت إذا قتلت رجل و تم إلقاء القبض علي
    وحكم على بالإعدام ونفذ حكم الإعدام من قبل الحكومة.. أنا قاتل
    و الحكومة قاتلة.. ولكن أنا قاتل ظلما والحكومة قاتلة عدلا.. يقودني حديثي هذا إلى الفعل ذاته فأن القيمة هي التي تعطي الفعل معناها..
    فإذا مثلا انتهت العلاقة الزوجية تكون الزوجة مطلقة ومهما نظر إليها المجتمع بدونية ولكنها مطلقة وكانت في علاقة شرعية.. أما المرأة التي تدخل في علاقة خاصة خارج مؤسسة الزوجية ينظر إليها المجتمع على أنها عاهرة..وهناك بون شاسع بين المطلقة والعاهرة..
    قالت له: مصطفى قلت لك أنى سأحفظ هذه العلاقة سرية…
    مصطفى مقاطعا: أنا أتحدث عن معك ماذا بعد ..هبي إنها انتهت وانك أحببت شخصا آخرا وتودين الزواج منه.. كيف ستفسرين عدم عذريتك له؟؟!!
    أم ستخبرينه انك كنت على علاقة جنسية مع شخص آخر.. أم ستقومين
    بالخدعة الكبرى وتذهبي مثلك مثل أي عاهرة "لقابلة" لإصلاح ما افسد؟
    قالت له غاضبة: كيف تلمح على إني ساكون عاهرة العاهرة هي التي
    تأخذ اجر مقابل خدماتها الجنسية.. وأنا فقط ساكون لرجل واحد أحببته..
    قال: يا عزيزتي أرجو ألا تغضبي إذ أنني فقط أبصرك إلى مغبة ما تنوين فعله في هذا المجتمع الذي فقط ينظر لأي امرأة مارست فعل الجنس قبل الزواج على إنها عاهرة….ولا أخفي عليك إذا فعلت ذلك أيضا سأنظر إليك باحتقار..لآن هذه هي القيم السائدة لا يمكن تغيرها بين يوم وليلة أو من شخص لآخر.. أنا نفسي لن أتزوج امرأة سبق لها علاقات
    جنسية خارج مؤسسة الزواج ولكن قد أتزوج مطلقة..
    رغم عدم العذرية في كل أو بالأحرى التجريب في كل… إلا إن واحدة تحسب عاهرة وواحدة تحسب مطلقة…على حسب قيم المجتمع إلذي اعيش فيه.. وكذلك حتى إذا حدث فأنني لن أثق فيها أبدا.. لان من تفرط مرة
    قد تفرط مرة ثانية إذ أن حاجز الأخلاق لديها متحرك وغير ثابت…
    قالت له: انك تحصر شرف المرأة بين فخذيها.. و بئس التفكير
    قال لها: أنا لا افعل ذلك ولكن أنت تريدين تأطيري حتى لا تستمعين إلي
    لان ما اقله هو الحقيقة وهو الصواب.. وأنت لا تريدين الحقيقة ولا الصواب.. سوف لن أتركك تفعلين ذلك ولو عرفت هذا الرجل اللعين
    لذهبت أليه ودققت عنقه.. هل يقبل ذلك لأخته أو لزوجته أو لابنته؟
    قاطعته: مصطفي شكرا لك كثيرا على النصائح… ومع السلامة
    ووضعت سماعة الهاتف.. وبدأت الأفكار تعصف بها من جديد…
    _________________
    الحلقة 21
    صارت تفكر أفكار جنونية لا تشبهها.. ماذا لو طلق زوجته؟.. فإذا أصلا
    هو لا يحبها ويحب غيرها فهذا يعني أن زواجه زواجا فاشلا غير سعيدا..
    وبدلا أن يخادع زوجته وقبل ذلك يخادع نفسه. عليه أن يخرج من هذا الزواج.. غير السعيد..فإذا كان يحبها حقا ويريدها فعليه أن يطلق من لا يحبها.. وبعدم وجود زوجته في حياته يمكنها أن تقيم علاقة
    سوية معه ويمكنها أن تتزوجه دون أن تتنازل عن مبادئها بشأن أن تكون زوجة ثانية.. وكذلك أن ترضي المجتمع بزواج بأوراق على أقوال مصطفى…داهمتها هذه الأفكار أحست فجأة بأنها صارت شيطانية وغير مبدئية ما ذنب زوجته وما ذنب أطفاله أن يعيشوا بعيدا عن رعاية والدهم
    ..أحست أن حبها لهذا الرجل حب مدمر .. يجعلها تلقي كل مبادئها
    التي آمنت بها و سخرت حياتها لها.. أحست أن هذه العلاقة غير السوية
    تجعلها غير سوية.. أصبحت تنكر نفسها.. إنها لم تعد تعرف من هي هذه الأماني التي تلبستها.. كيف لها أن تفكر أن يطلق رجل زوجته ويترك أطفاله لأجلها…ماذا سيكون شعورها لو كانت هي الزوجة وزوجها يحب غيرها و يطلقها لأجل تلك الأخرى..فكرت لو كان زوجي لا يحبني من الأفضل أن يذهب.. من الأفضل لزوجة محمد أن تذهب لان زوجها لا يحبها… ويحب غيرها.. وهذا يعني انه يخدع زوجته
    وبالتالي لا أظن أن هناك امرأة تعيش مع رجل يحب غيرها.. وتكون سعيدة.. أو هو يعيش معها ويكون سعيدا..هل السعادة فى الزواج هي أهم مقوماته؟ أم أن هناك مقومات أخرى.. هل فقط يعيش البعض فى زيجات غير سعيدة لأجل اعتبارات أخرى السعادة ليست منها.. ربما محمد يعيش مع زوجته التي لا يحبها من أجل الأطفال فقط لا غير.. وهذا فى حد ذاته نبل ان تضحي لأجل الأطفال.. ألم يستخدمن النساء عبارة أن الأطفال هم "قيد الهوان" ربما أيضا هناك أزواج يعشون في زيجات لا تمنحهم الدفء والمحبة فقط لأجل الأطفال.. أحست بأنها تريد أن تخرج وتصرخ بأعلى صوتها. لم تعد تطيق هذا الوضع .. لماذا أن حبها هي من دون النساء يجلب الدمار لها و لغيرها؟.. ولماذا هي لا تستطيع أن تملك أمرها.؟. وترفض هذه العلاقة المدمرة.]
    الحلقة22
    رن الهاتف النغمة التي طالما انتظرتها وأيضا تخوفت منها.. أتاها صوته دافئا ينضح حبا وشوقا..اخبرها انه قد وصل لتوه. وانه يفتقدها بشدة.. ويتمنى أن يراها في أسرع وقت.. وتحدث معها قليلا وأدهشها انه لم يسألها عن قرارها فقط التقط الخيط حيث انتهي وكأنه لم يخيرها ما بين أن تتركه إلى الأبد أو تعود إليه..تحدث في مواضيع متفرقة.. وقال لها انه سيذهب إلى المرسم بعد الظهر يريدها أن تأتي إليه..وعدته أنها ستحضر هناك..
    وراعها أن ذلك التمزق قد اختفى تماما.. وأنها فقط سعيدة انه عاد
    وسوف لن تفكر ماذا سيحدث وستسلم أمرها للأيام تفعل بها ما تشاء..
    ولكل حادثة حديث عليها ألان أن تذهب إليه.. وتنسي كل تلك الأيام السوداء.. وتستثمر كل لحظة قربه وتسعد به.. ولا تفكر في المستقبل لا شيء يفسد الحاضر مثل التفكير في المستقبل… انتظرت بعد الظهر بفارغ الصبر… رجعت إلى البيت.. غيرت ملابسها بعناية اختارت "بلوزة"
    خضراء كان دائما يعلق عليها عندما تلبسها ويقول لها أن هذا هو لونها المناسب.. ثم تعطرت بعطر كان قد أهداه لها.. ثم صففت شعرها
    بالطريقة التي يحبها.. وللحظة راعها أنها تتزين له وأنها لم تفعل ذلك أبدا من قبل..و أحست ربما أن الأمور في داخلها قد حسمت لأجله..
    وان تلك المخاوف أبدا لم تتسلل إليها.. وذهبت نصائح وتحذيرات مصطفى أدراج الرياح.. أنها تحبه و ستبذل قصارى جهدها ليكن لها..
    وبعد الظهر خرجت.ز وكانت طوال الطريق تحس بشوق وحب عظيم تجاهه أنها فقط تريد أن تراه وأن تتحدث معه و أن تخبره كيف أنها تفتقده
    و طرقت باب المرسم فتح لها الباب مبتسما مدى يده ليصافحها
    و استبقى يدها في يده قادها إلى الداخل.. سحبت يدها من يده جلست
    على الأريكة احضر هو كرسيه وجلس في قبالتها ونظر إليها لبرهة وقال لها: تبدين بخير.. نظرت إليه حولت عينيها عنه: وقالت له الحمد لله أنا بخير كيف أنت؟
    قال لها: أشتاق إليك كثيرا ولم تغيبي عن ذاكرتي أبدا.. يا ترى و"حشتك كما وحشتنني"؟
    ضحكت ولم تجاوب..
    تحدثا في مواضيع مختلفة لم يتطرق أبدا إلى الأحداث قبل سفره وكأنها لم تكن.. وهي كانت سعيدة وكأن كل تلك الليالي المتوترة لم تكن أبدا..
    استمتعت بكل لحظة قربه وهو كان أيضا يبدو فرحا سعيدا بها.. لا يدري أين يضع يديه من الارتباك… ونظر إلى ساعته وقال لها: يالله الساعة قربك اقل من دقيقة كما قال المغني..ألان انقضت ساعات
    آسف علي بالذهاب الآن لان أسرتي ستحضر لزيارتنا بعد المغرب..
    و ذهب إلى الغرفة واحضر لها "كيس" ورقي جميل قال لها هذا لك..
    تمنعت أولا ثم أصر أن تأخذه وقال لها يتمنى أن تعجبها الأشياء
    .. ومد يده مودعا وببساطة لف ساعديه حولها لبرهة ثم أطلقها
    أحست هي بحرج شديد وخجل.. لم تقل له شئ و خرجت
    .. وهي تحس بإحساس غريب.. هذا الرجل هو الرجل الوحيد الذي أحبته وسوف لن تفرط فيه أبدا
    الحلقة23
    ]وصلت إلى البيت وهى في قمة السعادة..سوف تكن له مهما كان
    الأمر الحب يجب أن يضحى من اجله و ليست به..وسوف لن تعود
    إلى تلك الأيام المظلمة.. وهى تستحق أن تحب من تريد و أن يحبها من تحبه… وسوف لن تفكر في الآخرين لأنهم سوف لن يرضون عنها أبدا هذه المرة سترضي نفسها.. ستبحث عن السعادة… العمر يعد بلحظات السعادة فيه..وقد يهون العمر إلا لحظة هذه اللحظة قد تكون وجيزة ولكنها تساوي العمر كله..برهة من الزمن تعيش فيها بسعادة وتبقى العمر كله تتذكرها بكثير من السعادة و الحب كاف لان تخوض التجربة..هذا الرجل يحرك فيها طاقات من السعادة والحب لم تكن تعرف أبدا أنها تمتلكها…فلماذا تحرم نفسها من هذه اللحظات الخالدة ؟؟ولأجل اعتبارات قد لا تكن مهمة أو أساسية.!.كل ما تعرفه أنها تحبه وتريده وهذه المعرفة كل ما تحتاجه..
    سوف توصد قلبها لكل من يقول لها عكس ذلك..
    وصل هو إلى بيته وهو يفكر هل كان أبدا يفكر انه سيكون مثل المراهق مرة أخرى.و تذكر قصيدة نزار قباني التي تتحدث عن أن حبه لهذه المرأة صيره مراهقا يود أن يكتب اسمها على الحائط بالطباشور.. انه يحبها ولا يدري كيف سيفعل إذا فقدها.. وتذكر ذلك اليوم الذي طلبت منه الابتعاد عنها… كيف أن عالمه انهار و أحس بغثيان ودوار.. وكاد أن يقضي وهو يتذكر كل لحظة كل كلمة وكل هذا الزخم العاطفي الذي يعيشه وهذه النشوى التي تسرى في دمه عند رؤيتها أو سماع صوتها.. وقتلته فكرة أن هذا الشيء الذي بينهم قد أنتهي..
    وتذكر كيف حقا كان يتصرف كمراهق عندما يبحث عن أي مكان قد تكون فيه.. ويذهب ليراقبها.. فقط رؤيتها كافية أن تبعث الحياة في دواخله. لماذا لا ترى كيف انه يحبها بل يعبدها وانه علي استعداد أن يضحي بكل شئ لاجلها.؟!. ما ذنبه إن هي طرقت أبوابه وهو مرتبط بأخرى؟!
    كل الذي يعرفه انه يحبها ويريدها بجماع قلبه.. ويتمنى أن تتفهم موقفه هذا..ولماذا كون انه يريدها سلوكا أنانيا أليس لنفسه عليه حق؟
    الحلقة 24
    استمرا في الالتقاء مع بعضهما البعض ..لا حديث عن المستقبل.. كأنهما استقرا على
    فكرة العيش في الحاضر .. وتركا التفكير في المستقبل ..ولكن هناك معلقا دائما هذا الخوف ماذا لو حدث شيئا ..؟ و أصبحت الاستمرارية متعذرة..
    كانت تعرف أن الوضع لا يمكن أن يكون هكذا إلى الأبد.. وانه قد يأتي الوقت الذي يكونا فيه في مفترق الطرق… ولكن كانت تطرد
    هذه الفكرة من رأسها و هو أيضا لا يريد أن يفكر في ماذا بعد.؟.
    يرعبه الإحساس بأنه قد يفقدها.. يحس بان حياته من دونها ستكون
    حزينة ولا جدوى منها..حتى هذا التفكير يحسسه بغصة في قلبه
    يحسسه بان سعادته هذه لن تدوم طويلا..ولكنه منساق وراء فكرة عليه باللحظة التي يعيشها يريد أن يوطن نفسه عليها..ولكن الهواجس تقلقه
    ماذا لو عرفت زوجته بهذه العلاقة؟ فهو يبذل وسعه ألا تعرف..
    لا يترك في" جواله" أي رسالة منها ولا رقمها حتى لا يكون هناك مجالا لأي خطأ يدفع ثمنه . سار يغطي كل آثارها درب نفسه على ألا يستخدم اسمها عند مخاطبتها.. حتى لا يخطئ يوما ويخاطب زوجته به.. صار حريصا على الاتصال على زوجته من حين لاخر حتى لا تتصل هي وتجد
    خطه مشغولا فتشك فيه إذا تكرر الأمر… صار اقل حدة مع زوجته
    واكثر لطفا… ويفوت لها الكثير الذي من قبل كن يتوقف فيه.. ويحدده
    لا يريدها أبدا أن تشك فيه.. حتى عندما تداهمه بشكوكها يطمئنها مازحا انه لن يعيد الخطأ مرة أخرى.. من قبل كان يخاصمها ويغضب منها..ولكن الخوف الدائم الذي يعيشه من كشف أمره جعله يدخن كثيرا.. وقلقا مشتتا لا يستطيع أن يؤدي وظيفته بالصورة المطلوبة
    .. كل هذه الأشياء تذهب في وجودها معه يحس بالدعة والصفاء.. يمتص أي ثانية أو دقيقة يستمتع بالمتاح له.. وعندما تذهب تتركه نهبة للهواجس والمخاوف..صار يستبقيها اكثر ويلح عليها أن تبقى معه إذا أرادت الذهاب.. ومرات تدمع عيناه عندما تصر على الذهاب.
    صار حساسا مرهفا.. وهذا ما كان يخيفها.. أنها أبدا لم تر رجل مثله
    ولا تظن أبدا هناك من يحبها إلى هذه الدرجة.. ولكن أيضا تخاف
    أن يحدث ما يعكر هذه العلاقة.. ماذا لو حدث ما لا يحمد عقباه؟
    ماذا لو اضطرت أن تتركه؟ كيف ستعيش من دونه. كانت دائما تسأله هل سيحبها إلى الأبد ؟
    كان يقول لها :إلى الأبد ستكونين في قلبي إلى ا ن اسلم آخر أنفاسي في هذا العالم ..وحينها سيكون آخر نفس ونبض لك أنت..
    كانت ترد: لك طول العمر ولكن أتمنى ألا يكون أبدك بعد حين..
    كان يرد ضاحكا سيكون ابدي إلى الأبد تأكدي من ذلك..
    _________________
    الحلقة 25
    استيقظت على رنين الهاتف ..بصوت ناعس ردت:ألو
    أتاها صوت مصطفي قائلا: متأسف إذا كنت قد أيقظتك فقط كنت أود أن أسألك إذا كان لديك وقت نلتقي في المتحف لتناول الغداء معا..
    تذكرت أن محمد اخبرها انه لن يكون في المرسم اليوم.. وافقت على اللقاء مع مصطفى.. واعتذر مكررا عن إيقاظها..
    خرجت للعمل في الطريق اتصل عليها محمد أخبرها انه سيكون في المرسم . اعتذرت له بان لديها ارتباط ولا تستطيع الحضور إليه
    أبدى اسفه وقالت له أنها في الطريق ستتصل به حال وصولها إلى العمل..
    وعندما وصلت وجدت هناك اجتماع.. وكان طويلا استغرق وقتا طويلا.. وبعدها كان عليها أن تذهب لاجتماع آخر.. ولم تتمكن من الاتصال به وكان هاتفها مغلقا طيلة فترة الاجتماع.. بعدها ذهبت للقاء مصطفى.. أخبرها انه يود مقابلتها ليخبرها انه تقدم إلى قريبته للزواج
    وقد يكون الزواج قريبا .. هنأته وقال له: لذلك كنت مختفيا طيلة الفترة السابقة.. قال لها أبدا هذا زواج مرتب.. لقد رشحتها لي أمي قابلتها وجدتها لطيفة و أخبرت أمي بموافقتي بدأت الإجراءات الآن فقط لأنك صديقتي وددت أن أخبرك.. نظرت إليه بدهشة وقالت له : كيف تتزوج امرأة رأيتها مرة واحدة؟ قال لها ضاحكا هناك من يرون رجل لمرة واحدة ويقعون في حبه وعلى استعداد أن يضحون بكل شئ من اجله..
    صمتت لبرهة ثم قالت له صحيح الحب لا يحتاج لزمن ألف مبروك وأنا سعيدة لأجلك..سألها عن أخبارها قالت: كما هي لا جديد تحت الشمس.. سالها ماذا بشأن ذلك الرجل المتزوج. قالت له: ما باله؟
    قال لها هل مازلت ترينه؟ قلت له نعم أراها كثيرا.. سألها: متى سيكون الزواج.. قالت له: أي زواج؟ قال لها: زواجك أنت؟
    قالت له من تحدث عن زواج أنا لن أتزوجه وسنبقى أصدقاء فقط
    ضحك مصطفى وقال لها ساخرا: أول مرة حب يتحول إلى صداقة دائما تسجلين أرقاما جديدة يا عزيزتي..ولكن أنا أرى أن تتزوجيه اكرم لك
    من هذه اللقاءات الكثيرة لأنه يوما ما قد يحدث شئ.
    قالت له بغضب : ماذا سيحدث مثلا؟ هل تظننا مراهقين؟
    قال لها:: المسألة ليست مراهقة أم لا المسالة رجل وامرأة وأنا رجل
    وأعرف كيف يفكر الرجل إذا أحب امرأة..
    قالت له مصطفى شكرا لك للنصائح اعرف كيف اعتني بنفسي
    و أود الذهاب ألان.. اعتذر لها إن كان ضايقها في شئ وأكد لها انه فقط يريد مصلحتها لا غير وأنها مثل أخته تماما..شكرته وقالت له إنها متعبة
    ومن الصباح تخرج من اجتماع لآخر.. خرج معها أخذها بسيارته إلى بيتها…
    في المساء اتصل بها محمد قال لها أن هناك معرض إذا كانت تود حضوره
    قالت له أنا تعبه جدا اليوم قال لها : أتتمنى أن تأتي ألم اقل لك اليوم الذي لا أراك فيه لا احسبه في عمري.. ضحكت وقالت له سأحاول
    ليتك أخبرتني في الصباح قال لها: لقد عرفت به في الظهر اتصلت بك و هاتفك مغلق طوال اليوم..قالت له لأنها كانت في اجتماعات طول اليوم.
    خرجت في المساء للمعرض هي وصديقتها ..وهناك وجدت عدد كبير من معارفها.. وجلسوا يتحدثون بعد أن مروا على اللوحات . أتى صديق لمحمد وجلس معهم وصاروا يتذكرون ذكرياتهم المشتركة فقال صديقه ضاحكا:
    أن محمد هو مخترع شعار "إن النساء مراحيض خلقنا لنا" عندما كان في الكلية.. ران الصمت.. ثم ضحك الكل إلا أماني التي أحست بالإهانة
    إذن الأمر كذلك..!!؟؟ جلست قليلا ثم قالت إنها ذاهبة.. ثم خرجت وصديقتها دون أن تنظر إلى محمد.. الذي كور يده وبقدر ما له من قوة
    ضرب صديقه الذي صرخ متألما .. فقال له أحد الأصدقاء ممازحا: أمام سيمون دي بوفوار شخصيا.. تقل هذا يا رجل.!!؟. محمد قد تغير تماما ألان صار رجلا متزوجا محترما تراه يحمل أكياس الخبز والخضار وحاويات الزيت بدلا عن تلك الاشياء.. أما حديثه السابق هذا فكان من أحاديث البنقو والهلس الذي كان يتعاطاه..
    قبل عشر سنوات.. ثم التفت إلى محمد الذي بدى كتلميذ فقد قروش الإفطار.. إن الماضي دائما يلحق بنا حتى لو بعد عشرات السنوات
    وتعالت الضحكات إلا هو لم يضحك..
    الحلقة 26
    كان يعرف ألان ستكون فقدت الثقة به تماما وظنت انه يناور معها ليصل إليها..وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.. كيف يجد مخرج من هذه المشكلة الجديدة.؟. حقا النساء ناقصات عقل.. حديث قاله قبل اكثر من عشر سنوات.. تحاسبه عليه ألان..قرر أن يكون موقفه هجوميا معها
    فخطة الهجوم خير وسيلة للدفاع فكرة جهنمية.. سيقرعها تقريعا شديدا على تصرفها وعدم نضجها ويسخر من فكرة أن يحاسب شخص حي ومتطور على حديث قاله وهو في بداية العشرينات..ويثبت لها تمام أن في الفترة الفائتة ومعرفته بها جعلته رجل أفضل وربما يعترف لها انه قديما كان متخلفا وحقا لا ينظر إلى المرأة إلا إنها مرحاض.. ولكن الآن بفضلها
    صار رجلا واعيا بان المرأة إنسان كامل..(قاوم شبح ابتسامة ساخرة) وقرر أن يكون جادا لا بعد الحدود لان المسألة ألان تشبه مسألة حياة أو موت يجب أن يكون كيسا مخلصا لا يدع الريبة تتسرب إلى نفسها فيصعب إقناعها..بأنه قد صار رجل افضل. وفكر أن تقيم علاقة مع امرأة "جندرية " كقيادة الدراجة في الرمال..
    _________________
    الحلقة الاخيرة
    ذهبت وهي غاضبة منه ومن نفسها كيف تأتى لها أن تحب رجل مثله
    ضد كل ما آمنت به.. أضمرت في نفسها أنها هذه المرة ستتخلى عنه نهائيا ولن ترجع له أبدا..انه رجل ماجن ومستهتر وهذا النوع من الرجال  يجب الا يستهويها..انتظرت أن يتصل بها.. لم يفعل مر أسبوع وهو لا يتصل..
    اندهشت لسلوكه هذا.. في اليوم العاشر اتصلت به.كان باردا معها
    وفقد صوته تلك الفرحة التي كان يتحدث معها بها.. سألته عن حاله رد باقتضاب ولم يسألها أي سؤال.. قالت له: إنها تريد أن تراه اليوم
    قال لها: لا أستطيع اليوم ولكن في الغد يمكنك أن تأتي إلى المرسم.
    سألته لماذا لا يكون اليوم؟!
    قال لها : لدي بعض الارتباطات الأسرية.. ران صمت ثم قال لها مع السلامة أراك غدا إن شاء الله..حدقت في الفراغ ماذا يريد هذا الرجل منها.. انه حتما سيقودها إلى الجنون.. لماذا هو غاضب؟ تبا لهؤلاء الرجال دائما يقلبون الطاولة ..وقررت في الغد لن تذهب له..وأتى الغد وبدأ النزاع في داخلها هل تذهب لتنهي معه هذه العلاقة الغريبة ويكون آخر لقاء
    أو لا تذهب وتجرجر الموضوع..قررت عدم الذهاب .. وشغلت نفسها
    طول اليوم.. وفي المساء اتصل بها.. سألها ببرود ماذا تظنين انك تفعلين؟
    قالت له: ماذا هناك؟ قال لها: اسمعي جيدا أرجو أن تكفي عما تفعلين؟
    قالت له: ماذا افعل
    قال لها:: قد انتظرتك وقتا طويلا لماذا لم تتصل لتعتذري عن عدم الحضور.. على الأقل
    قالت له : كانت لدي ارتباطات ومشغوليات .. قاطعها أتمنى ألا تكون مثل تلك الارتباطات التي تأخذك إلى المتحف لمقابلة أحدهم..
    صرخت كالمصقوعة: الآن تتجسس علي..
    قال لها: لا تجسس ولا يحزنون رايتك بالصدفة ولم أحاسبك أو أسألك
    لأني ليست مثلك أحاسب الناس على أقوال قالوها قبل اكثر من عشر سنوات..اسمعي جيدا يا أماني لم اعد أطيق ما تفعلينه معي..
    قاطعته قائلة : نفس الإحساس الحمدلله وصلنا إلى نفس النتيجة في ذات الوقت.. اعتقد آن الأوان لان نحل هذه العلاقة غير المجدية والمتعبة..
    اسقط في يده و تملكه غضب عارم.. وقال لها: هذا قرارك أرجو ألا تغيري رأيك بعد حين وتأتي لتعيدي تر سيم العلاقة..
    أتمنى لك حظا وافرا في العلاقات القادمة..وأغلق الخط..
    في اليوم التالي قابلته قرب باب مبنى المنظمة يحمل حقيبة كبيرة
    نظر إليها ترددت في أن تتحدث معه . وتابعت سيرها دون أن تتوقف
    أتى خلفها قال لها بغضب: أماني ما تظنين انك تفعلين؟ ماذا تريدين مني؟ لماذا لا تنضجين قليلا وتفكرين في الآخرين قبل آن تفكري في نفسك.. ا
    نظرت إليه وقالت: لا أريد منك شيئا لأنك حقا لا تملك ما أريده..
    نظر إليها ورد ساخر: أن ما لدي هو ما تريدينه ولكنك تكابرين حتى نفسك.. ما نفع النظريات إذا لم تجعل من واقعنا واقعا افضل وتساعدنا على التكيف مع الواقع.. بربك هل تعرفين ما تريدين؟
    قالت له: اعرف جيدا أن رجل مثلك لا يمكن أن يجعل واقعي افضل هذا ما اعرفه.. رد ساخرا: يا عزيزتي يجب أن تفكري بنضج وتتركين هذه الأفكار الصبيانية.. أنا عندما احببتك لم اكن أظن أنني أحبت مؤتمر بكين للمرأة.. لماذا لا تكونين مثلك مثل كل النساء.. ردت عليه غاضبة لماذا أنت لا تتغير و وتحاول ألا تكون مثل كل الرجال..رد عليها بغضب ماذا تعرفين انت عن الرجال؟ أنت لا تعرفين شيئا عن الرجال..وصرتي محظوظة إذ وقعت أنا في طريقك حتى تطبقي نظرياتك علي..أنت تناورين وتكذبين على نفسك..أنت مسخ شائه لامرأة مثقفة.. قالت له هذه خطبة مجيدة من رجل يظن ان النساء مراحيض خلقن لأجله.. رد غاضبا باختصار
    ماذا تريدين مني؟ هل تريدينني أن اذهب من حياتك إلى الأبد هل تريدين أن تستمري في هذه العلاقة التي صارت عقاب مسلط علي؟..تقولين لي اذهب ثم تأتى لتبحثي عني أنا متعب ومشتت ألان في هذه اللحظة أتمنى لو أنني لم أعرفك أبدا و أتمنى لو أنني مت.. ردت بغضب: محمد أنا أقولها لك ألان لو كنت اسبب لك كل هذه التعاسة لماذا تريدني.؟
    قال لها بغضب أنا لا أريدك وسأخرج من حياتك إلى الأبد.
    قالت له: هذا افضل.. تحرك نحو سيارته فتح الباب بعصبية..
    والقي بالحقيبة ثم وضع المفتاح و بأعلى سرعة تحرك ليصدم
    شجرة كبيرة قرب المبنبى.. لم تصدق ما تراه وعلا صوت بوق سيارته
    بصورة متصلة.. ركضت إلى السيارة حاولت أن تفتح الباب تعذر عليها فتحه. صارت تضرب الزجاج بجنون وهى تنادي اسمه.. هب لنجدتها بعض المارة فتحوا الباب أخرجوه وضعوه علي الأرض وسط ذهولها
    كأنها في كابوس كانت تصرخ وتصرخ..تقدم رجل قال انه طبيب أفسح الناس له.. قال يجب نقله إلى مستشفي ألان لإسعافه.. تم نقله إلى سيارة وهى تسير مع الجموع في ذهول سألها الرجل الذي قال انه طبيب هل تعرفينه.. أومأت بالإيجاب أحست أنها فقدت القدرة على النطق
    ركبت في السيارة. في مستشفي خاص قريب من مكان الحادث
    تابعته وهى خائفة أن تسال أي سؤال عن حاله لأنها تخشى الإجابة
    جلست ودموعها تنساب في صمت لم تعد تقوى على البكاء
    أتى الطبيب وقال لها أنت أتيت مع الرجل المصاب .. أومأت بالإجابة
    قال لها هناك كسر في الساق اليمنى وكسر في أحد الأضلع وعلينا أن ننتظر إلى أن يخرج من الصدمة ولكن حالته مستقرة
    هو محظوظ رغم أن الاصطدام كان مباشرا..
    فكرت في الاتصال بأسرته بحثت في هاتفه وجدت رقم اخيه..
    طلبت من رجل أن يتصل به ويخبره بما حدث…ولم يمض وقت طويل
    حتى توافد الناس للسؤال عنه .. أشار رجل الاستقبال إليها أتى الأخ
    حياها وسألها ماذا حدث: أخبرته انه تحرك بالسيارة ربما افلت المقود منه
    سألها بتهذيب: لا أود أن أحرجك ولكن من أنت؟.. قالت له بحرج:
    أنا اعمل معه في مشروع خاص بمنظمة في المبنى الذي حدث قربه الحادث. وصادف وجودي أثناء الحادث. وأتيت معه .. تجمع الأقارب
    حولها أتى الطبيب قال لهم لا زيارة اليوم و حالته مستقرة.. في هذه اللحظة دخلت زوجته ومعها مزيدا من الأقارب.. وكانت تبكي
    وتسأل بقلق ماذا حدث..جلست أماني بعيدا تراقب الحدث
    أشار أحدهم لها: أتت زوجته حيتها وقالت لها يخيل لي إني رايتك من قبل.. قالت لها أماني : نعم رايتك في المطار عندما أحضرت لزوجك
    كراسة المواصفات… جلست قربها وهى تبكي
    أحست أماني بحرج كبير.. قالت لها قد صادف أني كنت قرب الحادث إذ انه حدث قرب المنظمة وأتيت معه.. شكرتها زوجته كثيرا..
    أحست بغصة في حلقها.. في كل لحظة يدخل رجال ونساء حتى امتلأت قاعة الاستقبال وضاقت بهم ..هي وزوجته تجلسان كتف لكتف.. وقلب كل منهما يتوق ويخفق لرجل واحد معلق بين الحياة والموت نتيجة لحماقة من احبها اكثر..
      

No comments:

Post a Comment