لأول مرة رأيت منيرفا ,كان بعد انتقالي إلى هذا البيت بعدة اشهر. سمعت طرقات منزعجة بعد منتصف الليل, فتحت الباب وجدت امرأة في الباب ,بلهوجة قالت لي أمي مريضة جدا تحتاج أن تنقل إلى المستشفي فورا..ركضت بسرعة غسلت وجهي وأخذت مفتاح السيارة.
قالت لي: هذا باب بيتنا فكانت تسكن النصف الآخر من البيت الذي اسكنه .عندما دخلت,
وجدت امرأة هزيلة في سرير, يبدو عليها المرض الشديد حملتها بسهولة إلى السيارة ومنيرفا خلفي..أخذناها إلى المستشفي.
وقال الطبيب: إنها مريضة جدا يجب حفظها في المستشفي..بقيت معهم إلى إن تمت كل الإجراءات ,وذهبت إلى البيت..
وفي اليوم التالي وأنا عائد من العمل ذهبت لعيادتهم..
وجدتها قد دخلت في غيبوبة وقربها ابنتها ساهمة وحزينة ..
جلست قربها وسألتها :هل هناك أهل تريدين إخبارهم فاذهب
لإحضارهم؟
قالت: لا لا نعرف احد فقط إنا وأمي..اعتصر الحزن قلبي وتذكرت مقولة المسيح طوبي للغرباء..
من لهجتها عرفت أنها حبشية..جلست معها طويلا.
وقلت لها: سأعود في المساء..هل تحتاجين لشئ احضره لك؟.
أعطتني مفتاح المنزل وقالت لي: فقط نحتاج لأغطية
تجدها في خزانة الملابس في الصالة..
وفي المساء دخلت منزلهم وأحضرت ما طلبته
ومشيت إليهم .. وصرت اذهب إليهم كل يوم..
يوما رن الهاتف فى العمل و قيل لي إن هناك من يطلبني على الهاتف
وجاني صوت منيرفا وبين شهيقها عرفت إن أمها قد ماتت..وكنت قد اعطيتها رقمي
وطلبت منها أن تتصل بي اذا جد جديد.او احتاجت لشئ
خرجت إلى المستشفي وجدت منيرفا قرب جثمان أمها المسجي وهي تبكي بكاء مريرا وتتمتم بالامهرية..رأتني ارتمت في أحضاني وبكت بكاء شديدا ولم اعرف ماذا افعل. وكنت حزينا لها جدا .تجمعن بعض النسوة قربها يبيكن معها..
قمت بالإجراءات وذهبنا بالجثمان إلى البيت هناك تجمع الجيران.. ومنيرفا ذاهلة في حزنها الكبير.. عرفنا إنها مسيحية قام القس بكل الإجراءات ودفنت أم منيرفا..
وبعدها صارت منيرفا تزورني محملة بالأطعمة لي..وتوطدت علاقتي بها..
لمنيرفا جمال أخاذ وجسد بارع التشكيل كلما أراها أتذكر قصيدة صلاح احمد
إبراهيم " يا مرية".. وكانت تبدو في نهاية العشرينات.لها وجه كالقمر وشامة في خدها و ابتسامة تفتر على لؤلؤ منضود..وكانت حلوة المعشر
وصرنا في كل جمعة نخرج إلى الحدائق نقضي كل اليوم معا
وصارت منيرفا شغلي الشاغل.. أحببتها من كل قلبي
وفي يوم سألتها: يا منيرفا هل تحبينني؟
سكتت منيرفا برهة ثم قالت: نعم احبك ثم أردفت بسرعة أنت أخي
واحترمت رغبتها هذه. وتوقفت هي عن الحضور إلى منزلي
سألتها لماذا: قالت لي أنت رجل محترم وقد يظن فيك الجيران الظنون..
وصارت تمد لي الطعام من خلال الحائط.. ويوم الجمعة تخرج وحدها ونلتقي في الحديقة..
صرت أحبها كثيرا ولم أعد احتمل فقلت لها يوما: منيرفا هل تتزوجينني؟
نظرت إلي برهة وقالت: أنت أخي..
في اليوم التالي أعطتني علبة كبيرة قالت لي انظر ما فيها..
والتقي بك يوم الجمعة و أخبرك لماذا أريدك إن تكون أخي..
أخذت تلك العلبة وجدت بها رسائل تربوا على المائة..
قضيت ليليي كله اقرأ فيها..
رسائل غرامية إلى منيرفا.. من رجل يبدو انه أحبها حبا عظيما
رسائل يخبرها كيف انه يحبها ويعبد الأرض التي تمشي عليها
وكيف انه لم يعد يستطيع إن يطيق الليل لأنه يفرقها عنه..
عواطف مشبوبة وحب كبير. في قبيل الصباح نمت قليلا
وخرجت إلى العمل و إنا أتحرق للعودة لقراءة رسائل منيرفا
وكانت حيرتي تزداد كلما قرأت رسالة لو هو أحب منيرفا كل هذا الحب فأين هو الآن؟
هل يا ترى خلف الحزن العميق الذي يبدو في عينيها إنها فقدت هذا الرجل بالموت..ترسخت لي قناعة إنني اقرأ رسائل رجل فارق دنيانا هذه..
قرأت الرسائل كلها وأعدت جزء ,عاطفة مشبوبة.
وغرام عظيم وحارق ..ولغة منمقة باهرة وقدرة على التعبير
مذهلة.جعلت قلبي يخفق مع كل حرف.
يوم الجمعة التقيت بمنيرفا.. جلست تنظر إلى بعينها الجميلتين
و رفعت حاجبا وسألتني: هل قرأت الرسائل؟
قلت: نعم ولكن يا منيرفا يموت الأحباب وتمضي الدنيا فلماذا تدفني نفسك لأجل حب مات صاحبه منذ سنوات..
قالت بدهشة: مات؟
قلت : قد فهمت إن حبيبك هذا قد مات وألا لما تفرقت بكما السبل بعد هذا الحب الكبير.
قالت بسهوم وهي تشير إلى قلبها: مات هاهنا ولكنه حي يرزق.
وقلت: ولكن لماذا تركك وهو يحبك كل هذا الحب وأنت تحبينه كل هذا الحب..
قالت بحزن: لأنه لا يحبني تركني..
قلت لها مندهشا كيف لا يحبك؟ لقد عصر قلبه ليكتب لك كل هذه الرسائل.. وكأنه كتبها من مداد قلبه يا منيرفا فلا تظلمي الرجل..
قالت لي بحرقة لم أظلمه بل ظلمني..وبدأت الدموع تتجمع في عينيها.. نظرت إلي بنظرة تجمع فيها كل حزن الدنيا وقالت لي اسمع قصتي و أحكم بعدها من هو الظالم و من هو المظلوم..
* رويت لي هذه القصة في شتاء 1983 أدخلت عليها تعديلات و اضافت معلومات حتى لا تكون ذات القصة مع الاستفادة من القصة الاصلية. سالت الراوي اذ يمانع ان انا كتبتها
رد لا يمانع مع تغير الاحداث حتى لا تعرف الشخصيات.. عرفت انه الان قد فقد عقله ويعيش فى مصح في دولة اوربية.. وفاء لوعد قطعته له يوما. ولصداقة جميلة ربطتني به لسنوات طويلة..ولأوقات ممتعة قضيناها معا نلعب على البيانو دون نوتة< "جقلرة" أغنية اهواك
وشايف البحر و أغاني محمد منير واعجابه الكبير بتعليقاتى على رسوماته الكاركاتيرية.. للموسيقار الوحيد الذى يسمح لي بالغناء معه رغم
" طراقتي البائنة و شتارتي"" أ هدي هذه القصة..و أعلم انه لم أحزن في حياتى بقدر حزني الان
فتحت عينيّ على الدنيا على جدتي متعهدة بتربيتي
في منزل جميل في حي راقي.. وكانت أمي تزورنا
بانتظام محملة بالهدايا تبقى قليلا ثم تسافر..أدخلتني أمي
مدرسة (كمبوني) بدأت من الروضة , كنت أحب المدرسة
جدا لان في البيت فقط هناك جدتي ولكن في المدرسة هناك كثير من الأطفال كنت العب معهم بفرح وسعادة
تعرفت على بنت في سني اسمها منال كانت تسكن قربنا كنا نقضي جل وقتنا نلعب معا.. كنت احكي لجدتي عنها وعندما تعود أمي معها هدايا كنت أتقاسمها معها..يوما ما دعتني إلى منزلهم أخبرت جدتي رفضت في البداية ثم وافقت تحت إلحاحي
أخبرت جدتي سائق الحافلة إنني سأنزل مع منال.. وبالفعل
ذهبت مع منال إلي بيتها.. وجدت أمها قرب الباب تنتظرنا
سلمت علي وقبلتني كما قبلت ابنتها .. في الداخل لعبنا إنا ومنال بالعرائس حتى توقفت سيارة ركضت منال لتستقبل والدها الذي حملها وقبلها ونزل من السيارة ولدان.. كل منهم قبل منال وأعطاها هدية.. لا أدري أحسست بثقل في قلبي
ولأول مرة ألاحظ انه ليس لدي أب.. وهجس في داخلي هذا الخاطر بشدة.. عندما أحضرت الأسرة الطعام جلسوا كلهم
وأكلوا وهم يرون ما حدث في يومهم.. وكنت أنا مأخوذة
بهذا الاكتشاف الذي اسمه أسرة.. سألني أبوها عدة أسئلة
أين اسكن ؟وماذا يعمل أبي؟.وقلت له لا اعرف أين أبي ولكن أمي تعمل وأنا أعيش مع جدتي.. ومن يومها صار منزل منال هو ملاذي احاطني والداها بالمحبة والحنان كانوا إذا خرجوا إلى حديقة يأخذونني معهم.وفجأة صرت ابنتهم الثانية.. عندما تحضر أمي تأتي أم منال لزيارتها.. أمي كانت سعيدة بعلاقتي الجميلة هذه.. وصرت بحق جزء من الأسرة..
كان عاصم و عاطف يعاملانني كما يعاملا أختهما.
كان عاصم في المتوسطة وعاطف في الابتدائي..
مرت الأيام على هذا المنوال. دخلت المدرسة المتوسطة
وبدأت أبدو اكبر من سني.. جدتي كانت تقول لي :"أنت أجمل
بنت رأيتها".. وكلما تقدمت عام كثر اهتمام أولاد الحي بي
فصارت تصلني كثير من الرسائل .. كنا نقرأها أنا ومنال ثم نحرقها.. مرة وقعت احد الرسائل في يد عاطف.. الذي اقسم انه سيقتل الولد الذي أرسلها..وركضت خلفه أترجاه إلا يفعل
وكنت أخشى أن تحدث مشكلة فتعلم جدتي و خالتي أم منال..ويغضبن مني
وعندما رجوته إن يعطيني الرسالة وألا يخبر احد صفعني
وقال لي :"إذن أنت تعرفينه وتريدين حمايته". أقسمت له أنني لا اعرفه وبكيت. فرق قلبه علي فأعطاني الرسالة ومسح لي دموعي وقال لي:" إنا آسف إذ فقدت عقلي ومددت يدي عليك.."
فقط لأني غاضب.. وأنت أغضبتني بحمايتك لهذا السافل.. مرت الايام ودخلت المدرسة الثانوية بتفوق وكذلك منال. سافر عاصم الىالخارج للدراسة ,كان يأتي كل عامين
وصار عاطف في أول سنواته في الجامعة.. فكان يدرسنا الحساب
ويساعدنا في اللغة الإنجليزية. ويمنعنا من الخروج إلا معه..
وفي يوم من الايام التقيت عاطف في الطريق ومشي معي و أعترف لي انه يحبني وصار يكتب لي رسائل يبثني حبه وكنت افعل بالمثل.. كان دائما يقول انه يحبني وان حياته تحمل معناها بوجودي.. وكنت أنا أحبه إضعاف حبه لي.. وكنت سعيده به وبحبه وعطفه علي
..فسألتها: إذن عاطف هو صاحب تلك الرسائل.. أجابت بالإيجاب..
في العطلة الصيفية بعد فراغنا من امتحان الشهادة. مرضت جدتي. واتت أمي وبقت معنا عدة اشهر إلى إن ماتت جدتي
وكنت حزينة وقفت أسرة منال معنا في مصيبتنا..
حتى إن أم منال اقترحت على أمي إن أبقى معهم ولكن أمي شكرتها وذهبت و أتت بسيدة كبيرة في السن لتعتني بي.
صرت اخرج كثيرا مع عاطف إلى حفلات الأصدقاء
كنا في البداية نذهب ثلاثتنا ولكن بعدها منال لم تعد تذهب معنا فكان عاطف يأتي بالسيارة ويقف إمام البيت اخرج إنا وحدي كانت مربيتي تظن إن منال معنا..كان يحبني وكنت أحبه و كان العالم جميل.. وظهرت نتيجة الامتحانات حيث احرزت مجموعا عاليا ودخلت الجامعة كلية العلوم وهو كان في السنة الخامسة يدرس الهندسة.. كنا نقضي جل وقتنا معا.. أعترف لك لقد كنت أتساهل معه في بعض الأشياء.. لم نكن نختلف كثيرا رغم انه سريع الغضب وعصبي. ..لأنني كنت أطيعه في كل شئ كان لي مثل اله.. يأمرني فلا أجادله.. أشياء كثيرة فيما بعد تكشفت وعرفت أنني لا اعرفه جيدا كما كنت أظن.. يوما غضب مني غضبا شديدا حتى انه كاد إن يصفعني لأن هناك زميل ذهبت معه إلى المعمل لعمل تجربة وحدي..فأتي إلى الداخلية كنت أخبرت صديقتي إن تخبره أنني في المعمل.. وعندما أتي كنت مع هذا الزميل.. تغير وجهه في الحال و انتظرني في الخارج وبدأ في تقريعي.. ماذا تفعلين؟! هذا الزميل سيستغلك في أشياء أخرى غير كريمة. ذلك اليوم لأول مرة وقفت وعارضته وطلبت منه إلا يتدخل هكذا في حياتي..غضب غضبا ضاريا و قرعني ولامني انه فقط يحبني ويريد إن يحميني من الأفاعي المندسة في هؤلاء الزملاء.. قلت له :"لا أريد حمايتك لقد أحرجتني أمام هذا الزميل دون وجه حق.. لو كنت افعل ما تظنه لما أخبرتك أين أنا"..وأخذت اشيائى وركضت من إمامه..
تغيب عني أيام عديدة وكنت غاضبة عليه وغاضبة على نفسي..
فذهبت إليه لأنني أحبه.. و تأسفت له عن أنني حقا لم ادر أنه يفعل ذلك لأجل انه يحبني..واستمر منزويا بعيدا..
وكنت كل مرة اذهب إليه وهو معرض عني..أرسلت لها كثيرا من الرسائل اطلب غفرانه.. استمر هذا الحال لمدة شهر
وأنا في النار.. إلى إن وجدته يوما يقف إمام كليتي
سلم علي.. وعاد يأتي لزيارتي كما كان يفعل دون إن يذكر ما فعله في حقي..وصرت إنا أخاف إن أتعامل مع اى زميل حتى لا يحدث ما حدث.قليلا قليلا عاد كما كان محبا ودودا..
كان يقول لي إنني أحس انك ليست لي.. انك لا تعطيني الآمان
كنت أساله: كيف؟
كان يقول : لا ادري كيف ولكنني معذب من الداخل..
كنت اخبره بصدق أنني فقط أفكر فيه ولا احد غيره..
فكان ينظر إلى بحزن ثم يصمت..مرة أتي وسألني: هل تحبينني حقا؟
قلت :نعم وكثيرا.
قال: هل تثقين في؟
.. قلت: نعم وكثيرا..
قال: لو تحبيني وتثقين في حقا كما تدعين.. يجب أن تكوني لي أنا وحدي..
قلت : إنا لك وحدك.. سألته يوما لماذا لا تفتح لي قلبك وتخبرني لماذا صرت هكذا؟؟!!..لقد تغيرت كثيرا.!.
قال: نعم لقد تغيرت لأنك تغيرتي لم اعد الوحيد في حياتك..
قلت: أنت الوحيد في حياتي.
قال بضيق: لا لا يجب إن تفهمي
أنا أرى كيف ينظر أليك الرجال و الطلاب..يوما ما
سيحدث ما أخشاه..قد تجدين رجلا آخرا..
قلت : منطقك معوج لماذا أجد رجل أخر وأنت في حياتي؟!
..مالذي يجعلني أفكر في اى إنسان آخر وأنت في حياتي؟!
صمت ثم قال : كيف أتأكد إن ما تقولين هو الصحيح!؟
قلت: لأني يا عاطف أقوله لك. هل أبدا كذبت عليك؟
نظر إلي بعقل شارد وقال لي كم أتمنى إن اصدق ما تقولين..
وصار دائم السهوم والحزن وكان قلبي يتفطر عليه.. كنت اسأله
لماذا تغير هكذا كان يصمت أو يهمهم لا شئ لاشئ.. فقط مرهق..وكنت أحيانا أرى غضب مكتوم ولا اعرف سره يخرج في انفجارات كبيرة في اقل اختلاف بيننا.. صرت أخاف منه
. ولكن خوفي منه لم يمنعني إن أحبه صرت مثل العصفور المحبوس في قفص ذهبي..أحبه و اغفر له كل ما يفعله وقد صفعني أكثر من مرة. وكان بعدها يدخل في كآبة وأحيانا يبكي
ويطلب غفراني ويعدني انه لن يكررها أبدا.. ولكن في اقل اختلاف ينسي دموعه ووعوده..كان ذات يوم أن ذهب معي إلى منزلنا. ولم يكن هناك احد ,مربيتي سافرت إلى بلدها لترى بعض الأقارب. وطلب مني لو أسمح له بالبقاء معي..
ولم أمانع. جلسنا نتحدث في أمور مختلفة انتهت تلك الليلة بأنني سلمته نفسي.. وبعدها جلس وبكى بكاء مريرا وقال لي ما كان يجب إن نفعل ذلك..وخرج ولم أراه لمدة أسبوع كامل
ثم عاد أكثر كآبة و أكثر تشتتا.. وصار شكله غريبا
شعره مهوشا و عينيه زائغتين. ولا يغير ملابسه كثيرا.
كنت اسأله عاطف أخبرني ماذا بك؟ لماذا صرت هكذا؟
حتى منال سألتني لماذا عاطف صار هكذا.. وقلت لها لا ادري
حاولت المستحيل لأعرف ما يجول في خاطره ولكن لا يريد إن يفصح لي.. مرة أخرى أتي وطلب مني إن أذهب معه إلى مكان
وذهبت وجدته منزل لصديقه كان قد سافر إلى الخارج..
وصار يأخذني إلى هناك دائما وكنت أطيعه دائما وكان ذات الشئ يحدث يبكي بكاء شديد بعد كل علاقة جسدية بيني وبينه
تحيرت معه كثيرا..منال تزوجت وسافرت مع زوجها إلى الخارج. ولم يعد هناك من أثق به لأخبره ما يحدث منه
حاولت أن أجد مبررات لهذا السلوك الغريب. كنت اسأله
ولكن فقط ينظر إلي بعينين ساهمة وحزينة. فكرت ربما يتعاطى شيئا لان سلوكه غريب وغير طبيعي.. سألته يوما عاطف يجب إن تصدقني القول تعرف كم احبك و لن احكم عليك خبرني هل تتعاطى مخدرات؟ و اعلم أنني سأساعدك
لتتجاوز هذه المرحلة ومعا ستنجح. فقط أصدقني القول.
نظر إلي بغضب وقال لي: لماذا تظنين أنني أتعاطي مخدرات؟
قلت له: يا عاطف سلوكك صار غريبا.وانظر إلى نفسك متى آخر مرة ذهبت إلى الحلاق؟ قال لي إنا مشغول وأنت تعرفين ذلك والوقت الفارغ الوحيد اقضيه معك..فقط إنا مرهق
و لا أنام كثيرا بسبب مشروع تخرجي و التدريب.. كل شيئ سيكون على ما يرام بعد التخرج…قلت له : وهذه الكآبة
والتغير في المزاج.؟
قاطعني بحدة: لأني مرهق فقط لأني مرهق .
قلت له: يا عاطف أنا أحبك وأريد أن أساعدك. قل لي ماذا بك؟
لقد تغيرت ولا أظن الإرهاق يؤدي إلى ما تفعله..
قال لي: اعرف انك تحبينني و أنا بخير فقط مرهق. أرجو إلا تقلقي.. كل شئ سيكون على ما يرام.جلسنا ذلك اليوم نتحدث
أخبرني عن مشروع تخرجه وكان طبيعيا..
بعد أسبوع كان يبدو متعبا وعصبيا
قال لي:هل تريدين أن تذهبي معي؟
قلت له إلى أين؟
قال لي إلى المنزل قلت له بعد يومين لدي اختبار. فيمكن أن نذهب بعد ذلك.
نظر إلى بكدر وقال لي هل تتهربين مني؟
. قلت له: بدهشة لماذا أتهرب منك؟
قال لي منذ فترة أحس انك لم تعود مثل من قبل. تغيرتي
كثيرا.
بدهشة قلت له: عاطف الآن تستخدم الهجوم خير وسيلة للدفاع
لماذا أتغير وأنت تعلم كم احبك؟
قال: هذه الأشياء تحس ولا يتحدث عنها.. أنظري الآن تعللتي بالاختبار حتى لا تذهبي معي.من قبل كنت دائما تلبين طلباتي
ولا تعارضينني ألان صرت تهاجمينني وتتهمنني بأنني أتعاطى مخدرات فقط لو أحتديت معك قليلا لأخطاء ترتكبينها أنت
صرت لا تعتذري لي و أحس انك صرت لا تريدينني مثل من قبل..
قلت له: يا عاطف أنا لم أتغير أنت الذي تغيرت..
قال: إنا لم أتغير وإذا تغيرت هذه نتيجة لتغيرك أنت.
يجب أن تواجهي نفسك وتكوني صادقة معها.. إذا لم تعودي تحبينني قولي لي وأنا رجل. سأحتمل هذا و ابعد عنك.
قاطعته: عاطف لماذا تقول لي هذا هل تريد إن تتركني؟
وتبحث عن أعذار ألان.. ألان عرفت انك ترسم خطا للتراجع
لماذا أكف عن حبك بالله قل لي؟
قال: لا أدري قد تغيرتي كثيرا لم تعود منيرفا التي أحب أكثر من حياتي..
قلت: تأكد انك ستكون في قلبي إلى الأبد وأنني أبدا لن اكف عن محبتك. فقط أريدك يا عاطف إن تعتني بنفسك وترجع كما كنت.
وتواعدنا إن نلتقي بعد غد ووعدته سأذهب معه إلى مزلنا لآ، مربيتي في القرية..
في ذلك اليوم لم تأت صديقتي و شريكة غرفتي إلى الاختبار
بعد الاختبار ذهبت إلى منزلهم. ووجدتها مريضة جدا
بقيت معها إلى العصر و قلت لها سأعود لأن عاطف سيأتي لزيارتي.. في هذه الأثناء أتى خالها لعيادتها. طلبت منه صديقتي أن يوصلني إلى الجامعة خاصة إنها في طريقه. وذهبت معه
وقرب الداخلية أنزلني في اللحظة التي تحرك ظهر عاطف
بسيارته التي أوقفها بطريقة لفتت كل الأنظار ثم تقدم نحوي
وبغضب صفعني حتى حاول يعض المارة التدخل. سحبني من يدي و قادني إلى السيارة.. من هول الصدمة لم أقاومه. . قاد السيارة بجنون. وهو يصرخ ويشتمني شتائم غريبة.
وكل مرة ينظر إلى ويصرخ مالذى تريدين أكثر مما أعطيك؟
لماذا أنت هكذا؟ هل هذا الأمر في الجينات؟
لقد حاولت إن اصنع منك امرأة محترمة ولكنك لا تريدين إلا إن تكوني…… أغلقت أذني حتى لا اسمعه وصرت ابكي
إلى إن توقف قرب منزلنا..وخرجت من السيارة وركضت
فتحت الباب بصعوبة حاولت أن أغلقه في وجهه. ولكنه
ضغطه وفتحه. وصفعني و لأول مرة أرد عنفه صفعته
بكل قوتي جن جنونه.حملني إلى الفراش..
صمتت منيرفا قليلا وسالت دموعها
قلت لها يمكنك أن إلا تستمري.. ولكن هزت رأسها وقالت:
دعني اخبرك كل ما حدث 7 سنوات و إنا احمل هذه القصة في قلبي.. سكتت لبرهة واغمضت عينيها وقالت بصوت باك و اغتصبني ..وكان عنيفا وطيلة الفترة كان يشتمني بأقذع الشتائم.بعد إن فرغ جلس يبكي ويهمم أنت السبب في كل مصايبي
أنت السبب في جنوني لم اعد اعرف من أنا.. ركضت إلى الحمام ورأيت وجهي هالني ما رأيت وجدت الدم ينزف من قطع في خدي.. بقيت فترة طويلة عندما خرجت…وجدته قد ذهب
وعلى الطاولة قرب السرير وضع وهنا بكت منيرفا بعنف حتى رق لها قلبي. وطلبت منها أن تكف عن الحديث بين شهقاتها
عرفت انه قد وضع لها" طرادة"*
يا الهي لا أدري لماذا كرهته و تمنيت لو أدق له عنقه.
قالت لي: إنها ما زالت تحتفظ بهذه الطرادة و أخرجت سلسل
من عنقها به أنبوب شفاف. ظهر فيها طرادة ملفوفة. قالت لي إنها تحتفظ بها قرب قلبها النازف..
سألتها ماذا حدث بعد ذلك.. قالت لي: إنها أغمي عليها وفاقت في الصباح الباكر ودخلت الحمام وبلعت حبوب منومة وقطعت شرايينها.. أتت الخادمة في الصباح و نقلت إلى المستشفي
وهي غاب قوسين أو أدنى من الموت.. وبقيت في المستشفي فترة طويلة لم يأتي عاطف لزيارتها
وكانت تلازمها أم منال إلى أن حضرت أمها أخذتها إلى الخارج للعلاج. ولم تخبر احد بما حدث إلا طبيبها النفسي.. وإثناء فترة العلاج اكتشفت أنها حامل.. ولكن أمها أصرت على إجهاضها
بصوت محشرج بالبكاء قالت: إلا أنني كنت أود أن احفظ الطفل
ولكن أمي رفضت . وقالت: بكيت كثيرا و توسلت لها ولكن
أمي قالت ليست من مصلحتك حفظ هذا الطفل ولا من مصلحة الطفل نفسه.. غرقت في كآبة عالية..
وبقيت هناك حوالي عام كامل ولم أكمل تعليمي بعدها.
لان ما فعله عاطف إمام باب الداخلية كان قد انتشر
وكانت القصة أنني خرجت مع رجل آخر وهو أكتشف ذلك..
ولذلك ظلمت من عاطف و المجتمع
قالت: وهل أبدا رايتي عاطف مرة أخرى؟
قالت : لا بعنا بيتنا لان العلاج في الخارج مكلف جدا. و اشترينا شقة في مكان آخر وقطعنا صلتنا بأسرة عاطف حتى منال لم أراها منذ ذلك اليوم..
وقالت : عادت امي منذ اشهر وعندما عادت كانت مريضة جدا لقد أصيبت بسرطان التدي
حاولت العلاج في الخارج لكن دون جدوى و استأجرنا نصف البيت هذا قبل 7 أشهر حتى يغطي إيجار الشقة بعض تكاليف العلاج..
بكتب منيرفا ذلك اليوم حتى احمرت عينيها.. وقالت لي:
إنا أخبرتك بكل شئ حتى تعرف كل شئ عني وتكون أخي.
كنت هناك كثير من التساؤلات أود أن اعرفها ولكن أجلت ذلك إلى مرة أخرى. لأنها كانت حزينة ومكسورة و مهيضة الجناح
فيه.. فهذا هو العدل الدنيوي..
* طرداة هى ورقة نقدية لقد كانت إنسانه رائعة وحساسة حملت اثقال أهلها مثل صليب
حاولت الهروب من قدرها دون فكاك, فذكرتني بأوديب مهما كان نبل الفرد إلا انه لا يستطيع الفكاك من أقداره..ولا بد لكل حامل صليب أن يشنق من فئة ال25 قرشا كانت اجرا معلوما يعطي للعاهرات عندما كان البغاء ل مسموحا به في السودان..
هناك كثير من الاخطاء اللغوية.. حاولت ان اتجبنها ولكن لا يوجد لدي مدقق لغوي
ساعدنى احد الاخوة مشكورا ولكن لم تصل لدرجة الكمال..فاسالكم المعذرة